كتب ميشال أبونجم في" الشرق الاوسط": دعا الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الانتقالي
الشرع إلى القيام بكل الممكن «لضمان حماية جميع السوريين من دون استثناء»، وذلك خلال استضافته في
باريس أمس في أول زيارة له إلى
دولة غربية.
وشدّد ماكرون خلال مؤتمر صحافي مع الشرع، على أن باريس ستواصل محاربة تنظيم «داعش». وأكد
الرئيس الفرنسي ضرورة ضمان «ملاحقة ومحاكمة مرتكبي» أعمال العنف الطائفية ضدّ الدروز مؤخراً، ومرتكبي «المجازر» بحق العلويين في آذار الماضي، داعياً
الاتحاد الأوروبي إلى «فرض عقوبات منهجية على مرتكبي هذه الجرائم».
وعبّر ماكرون بعد اجتماعه مع الرئيس السوري ووزير خارجيته أسعد الشيباني، عن تأييده لمواصلة «الرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية الأوروبية» إذا تمكّنت السلطات الحاكمة من تحقيق الاستقرار في
سوريا. ودعا الرئيس الفرنسي
الولايات المتحدة، إلى «الإسراع في رفع العقوبات» المفروضة على سوريا، و«مواصلة» عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش». وقال ماكرون: «من مصلحة الجميع اليوم، بما في ذلك مصلحة
الأميركيين، التحرك لمرافقتنا في رفع
العقوبات عن الشعب السوري»، و«تأخير انسحاب هذه القوات من سوريا قدر الإمكان». كما ندد ماكرون بالضربات والتوغلات
الإسرائيلية في سوريا، معتبراً أنها لن تضمن «أمن»
إسرائيل على المدى
الطويل، قائلاً: «بالنسبة إلى عمليات القصف والتوغّل، أعتقد أنّها ممارسة سيئة. لن يكون في الامكان ضمان أمن بلد من خلال انتهاك سلامة أراضي البلد الجار».
من جهته، أعلن الشرع أن
دمشق تجري عبر وسطاء «مفاوضات غير مباشرة» مع اسرائيل بهدف تهدئة الأوضاع بين الطرفين، بعدما شنّت الدولة العبرية مئات
الغارات الجوية في سوريا خلال الأشهر الأخيرة.
وقال الرئيس السوري «بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، هناك مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص الوضع لكي لا تصل الامور الى حد يفقد السيطرة عليه من كلا الطرفين».
واعتبر الشرع أن استمرار العقوبات الاقتصادية الأوروبية على دمشق لم يعد «مبرراً» بعد سقوط حكم
بشار الأسد.
وقال الرئيس السوري «هذه العقوبات وضعت على النظام السابق بسبب الجرائم التي ارتكبها وقد زال هذا النظام، وزوال النظام يجب أن تزول معه هذه العقوبات، وليس هناك أي مبرر لبقاء العقوبات»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «سلامة المواطنين السوريين هي أولويتنا القصوى، وقد أكدنا ذلك للرئيس ماكرون اليوم».وبدوره، قال الرئيس السوري إنه «لا مبرر لبقاء العقوبات الأوروبية على سوريا».
وتطرق الرئيس السوري خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين إلى الضربات الإسرائيلية على بلاده، وقال إن هناك مفاوضات غير مباشرة تجري بين سوريا وإسرائيل لتهدئة الأوضاع بين البلدين. وعلق ماكرون على هذا الأمر قائلاً إن الضربات الجوية في سوريا لن تحقق «الأمن» لإسرائيل.