تطرّق الموقع الإلكتروني الرسمي للفاتيكان إلى صليب البابا لاوون
الرابع عشر الذي حمله على صدره، عندما أطَلَّ في اليوم الثامن من أيار، من الشرفة المركزية في بازيليك
القديس بطرس ليُعلِن للعالم انتخابه حبراً أعظم. فـ"
الصليب لا يُعدّ مجرّد زينة، بل هو بمثابة علامة إيمان مرئيّة وبرنامج روحيّ. ففي داخله، تستقرّ ذخائر قدّيسين من عائلة الرهبنة الأوغسطينية، جسّدوا في حياتهم معاني الأمانة، والإصلاح، والخدمة، والشهادة حتى
الدم. في قلب هذا الصليب، قطعة من عظام القديس أوغسطينوس، ذاك الأب العظيم للكنيسة الذي علّم أن الطريق إلى الله تمرّ عبر أعماق الذات، وأن العقل لا يُعارض الإيمان بل يُنيره. إنّها علامة على دعوة هذا البابا الجديد إلى السير في درب التأمل والتبشير بالكلمة المستنيرة بالعقل والإيمان".
وأضاف الموقع: "الأمر لا يتوقّف عند القديس أوغسطينوس؛ ففي الجزء العلوي من الصليب ذخيرة والدته القديسة مونيكا، المرأة الصابرة المثابرة، التي سقت ابنها بدموع الصلاة حتى عاد إلى حضن
المسيح. وعلى الذراع الأيسر ذخيرة للقديس توماس ودا فيلانوفا، الأسقف المُصلح الذي عاش في القرن السادس عشر، واشتهر برعايته للفقراء وتأسيسه لمعهد إكليريكي قبل أن يقرّ مجمع ترينتو قواعد التنشئة الإكليريكيّة. وعلى الذراع الأيمن، ذخيرة الطوباوي أنسلمو بولانكو، أسقف ترويل في
إسبانيا، الذي استشهد إبّان الاضطهاد الديني في
الحرب الأهلية الإسبانية، بعد أن رفض أن يترك شعبه أو يخون ولاءه للبابا. وأخيراً، في قاعدة الصليب، نجد ذخيرة خادم الله جوزيبه بارتولوميو مينوكيو، الأسقف الذي واجه
العاصفة النابليونية بثبات
إيماني، رافضًا أداء قسم الولاء لنابليون، ومكرّسًا حياته لخدمة
كنيسة روما".
ولفت إلى أن "هذه الذخائر الخمس اختارها الأب يوزيف شيبّيراس، طالب دعاوى القديسين في الرهبنة الأوغسطينية، كهديّة من الرهبنة للكرادلة عند تعيينهم. وقد قُدِّمت إلى
الكاردينال روبرت بريفوست في 30 أيلول 2023، الذي كان آنذاك رئيساً عاماً للرهبنة، ثم أصبح لاحقاً
خليفة بطرس. "كان متأثّراً جداً عندما قدّمتها له"، يقول شيبّيراس، الذي أرسل إليه، قبيل بدء الكونكلاف، رسالةً يوصيه فيها بأن يرتدي هذا الصليب، متوسّلاً حماية القديس أوغسطينوس والقديسة مونيكا. ويضيف: "لا أعلم إنْ ارتداه بناءً على اقتراحي، لكن عندما رأيته يرتديه يوم القسم وحافظ عليه يوم انتخابه عندما أطل على الشرفة المركزية في بازيليك القديس بطرس، شعرت بفرح عميق".