تصدّرت مسألة حلّ
حزب العمال الكردستاني لنفسه وإلقاء سلاحه المشهد السياسي في
تركيا بعدما أعلن الحزب الذي يقوده مؤسسه وقائده التاريخي عبدالله أوجلان من سجنه عن عقد مؤتمره
الثاني عشر "بنجاح" في الفترة الممتدة بين 7 و9 أيار الجاري، حيث تلا ذلك تسريبات تتعلق بآلية تسليم الحزب لسلاحه ومصير عناصره، فكيف تسير الأمور بين تركيا والكردستاني اللذين دخلا في عملية تفاوض منذ أشهر في الربع الأخير من العام الماضي؟
واعتبر
مدير المركز الكردي للدراسات وهو مؤسسة بحثية تعمل بثلاث لغات هي
الكردية والعربية والإنجليزية من
ألمانيا أن "عمر المسألة الكردية في تركيا أكثر من مئة عام منذ التوقيع على
معاهدة لوزان في العام 1923 وما تلاها من انتفاضات وثورات كردية كثيرة آخرها الكفاح المسلّح الذي أطلقه العمال الكردستاني في 15 آب من العام 1984".
وقال
نواف خليل مدير المركز الكردي إن "هناك الكثير من المعلومات التي تنشر في الصحافة
التركية هذه الأيام وربما بعض تلك المعلومات يتمّ نشره بتكليف من السلطات التركية وجهات أخرى ترغب في عرقلة هذا المسار الذي أعتقد أنه سيسير على ما يرام وإن كان بشكلٍ بطيء"، على حدّ تعبّيره.
وأضاف أن "المصافحة الشهيرة بين دولت بهتشلي حليف الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان ونواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد كانت بمثابة بداية الإعلان عن نتائج الحوار الذي تمّ قبل ذلك بين الحكومة التركية ومؤسس وقائد العمال الكردستاني عبدالله أوجلان وقد توّجت تلك اللقاءات ببيانه الصادر في 27 شباط الماضي".
وبحسب مدير المركز الكردي، "هناك اتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني حول كل
القضايا الكبيرة وبينها مسألة وضع حدّ للكفاح المسلح ومصير قادة ومقاتلي الحزب، لكن ليس بالصورة التي تطرح في بعض
وسائل الإعلام"، مشدداً على أن "المعلومات التي تنشر في هذا الصدد ليست دقيقة"، على حدّ وصفه.
وقال في هذا الصدد إن "الحزب عقد مؤتمره بعد عدّة زيارات قام بها وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لأوجلان في سجنه والذي شارك في المؤتمر الأخير الذي استمر يومين وهذا أمر ملفت جداً لكونه يحدث للمرة الأولى منذ احتجازه"، مشيراً إلى أن "
حزب العمال كان قد استكمل كل نقاشاته الداخلية ولهذا لم يستغرق مؤتمره سوى يومين، فهو في العقدين الأخيرين لم يعقد مؤتمراً سريعاً بهذا الشكل".