Advertisement

عربي-دولي

الرياض تعيد رسم الشرق الأوسط في عقل ترامب

Lebanon 24
17-05-2025 | 23:22
A-
A+
Doc-P-1362035-638831465486251215.jpg
Doc-P-1362035-638831465486251215.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب بشارة جرجس في "النهار":
خلال زيارة وُصفت بأنها الأقوى ديبلوماسياً منذ اتفاقيات أبراهام، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطاباً أمام منتدى الاستثمار السعودي–الأميركي، مشيداً بـ"التحوّل التاريخي" الذي تقوده المملكة.
Advertisement
ولم يُخفِ ترامب انحيازه الصريح لوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، بل أكّد أن ما جمعهما قبل ثماني سنوات يتكرّس اليوم كشراكة استراتيجية متكاملة، تتجاوز المال والسلاح نحو رؤية جديدة لإعادة هيكلة المنطقة.

لكن ما لم يُقل في كلمات ترامب، قيل في ما لم يفعله: لم يزر إسرائيل. لقد تجاهل ترامب تل أبيب، ولو مؤقتاً، وفضّل أن يمنح صوته وصورته وموقفه السياسي للرياض.
الرسالة لم تكن رمادية، فاستبعاد إسرائيل لم يكن تفصيلاً بروتوكولياً، بل تعبيراً مدروساً عن أولويات جديدة. تل أبيب، التي لطالما كانت الوجهة الأولى في أجندة الرؤساء الأميركيين، وجدت نفسها هذه المرة خارج المشهد، ولو مؤقتاً، فالملفات الكبرى نُسّقت دونها، والتصريحات الحاسمة صيغت بلهجة تتجاوز حساباتها التقليدية في ظل هذا التموضع الجديد.
بات واضحاً أن السعودية تُعيد رسم أبجديات المنطقة من سوريا، حيث أعلن ترامب من الرياض رفع العقوبات الأميركية، وصولاً إلى لقائه بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، برعاية سعودية مباشرة، في خطوة غير مسبوقة تُكرّس التحوّل في سياسة واشنطن.
في لبنان، تتلاقى الرؤية السعودية مع الموقف الأميركي في الدعوة لاستعادة الدولة وتقليص نفوذ "حزب الله" دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة. وفي فلسطين، تتمسّك السعودية بموقفها المبدئي: لا تطبيع بلا دولة فلسطينية، ولا سلام من دون عدالة.

السعودية لم تعد طرفاً إقليمياً ضمن محور، بل أصبحت الضلع العربي الأول في شراكة ثلاثية غير مُعلنة مع واشنطن، تُعيد ترتيب التوازنات بشروطها. أما إسرائيل، فهي لا تزال شريكاً، لكنها باتت مطالبة بمجاراة التحوّلات، لا قيادتها.
 
تلك الرسالة الأميركية – السعودية المشتركة لا تحمل طمأنينة مجانية، بل فرصة مشروطة.. لبنان اليوم أمام مفترق: إما الالتحاق بالمسار العربي–الدولي، بما يفرضه من تحوّلات داخلية عميقة، أو الاستمرار في الدوران داخل أزماته البنيوية، مع ما يرافق ذلك من عزلة وانهيار.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك