فالمحور، الذي كان يُعرف بأنه سلة الغذاء الأساسية للجنوب، تحوّل إلى أرض محروقة بفعل القصف، والتجريف الممنهج، ومنع الوصول إليه، ما أدى إلى تدمير آلاف الدونمات الزراعية وانقطاع جزء كبير من الإمدادات الغذائية المحلية.
المزارع رامي الأسطل، الذي يقطن على بُعد 500 متر من محور موراغ، وصف المنطقة بأنها "بالغة الأهمية"، كونها كانت تضم معظم أصناف الخضروات والفواكه التي تُغذي مناطق القطاع كافة.
وقال في حديث لـ"
سكاي نيوز عربية": "بعد احتلال المحور، توقفت الزراعة بالكامل. لم نعد نستطيع الوصول إلى أراضينا، وخسرنا مساحات واسعة من المحاصيل الأساسية. الدبابات جرفت الأراضي، وما زال الجيش يتمركز في المنطقة، مهددًا ما تبقى من المواسم الزراعية".
من جهته، حذر المتحدث باسم
وزارة الزراعة الفلسطينية، محمد
أبو عودة، من التداعيات الكارثية لاحتلال المحور، مشيرًا إلى أن
المنطقة الجنوبية، وتحديدًا أراضي المحررات في خان يونس ورفح، تُعد الأكثر زراعيًا في القطاع.
وقال أبو عودة: "محور موراغ هو منطقة زراعية بحتة، وكان يشكل ما لا يقل عن 20% من الأراضي المزروعة في غزة. اليوم خسرناها تحت الجرافات والقصف، وهذا يُفاقم أزمة الأمن الغذائي ويُقرّب شبح المجاعة".
وأضاف أن
الاحتلال لم يكتف بالسيطرة على المناطق الشمالية والشرقية، بل تمدّد نحو الجنوب، مضيقًا الخناق على مناطق زراعية حيوية مثل "المواصي" ومحيط "موراغ". وأشار إلى أن ما تبقى من الأراضي الصالحة للزراعة لا يتجاوز 20% من إجمالي الأراضي الزراعية، وأغلبها إما مدمّر أو بحاجة لإصلاحات، يصعب تنفيذها بفعل الحصار، ونقص الوقود، ومنع دخول الآليات الزراعية.
أبو عودة أكد أن أي منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي تتحول من "فرصة حياة إلى مساحة موت بطيء"، مشيرًا إلى أن الزراعة في غزة تشهد انهيارًا شاملاً ستكون له تداعيات مباشرة على حياة السكان، في ظل نقص حاد في
المنتجات الزراعية، وارتفاع جنوني في الأسعار، وانعدام التوازن بين
العرض والطلب.
واختتم بالقول: "ما نشهده اليوم هو تدمير ممنهج للقطاع الزراعي، بينما المجاعة تطرق أبواب غزة من جديد". (سكاي نيوز)