أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، وفاة 26 فلسطينياً، بينهم 9 أطفال، خلال 24 ساعة في
قطاع غزة، نتيجة الجوع الشديد والحرمان من العلاج، في ظل حصار خانق تفرضه
إسرائيل منذ آذار الماضي.
وأوضح المرصد في بيان، أن هذه الوفيات "تأتي في سياق سياسة إسرائيلية متعمدة تستخدم الجوع والحرمان من العلاج سلاحاً لقتل المدنيين".
وحذر من أن "الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية، إذ لم يعد الجوع مقتصراً على الفئات الضعيفة والهشة فقط، بل طال جميع شرائح المجتمع".
وأضاف المرصد، أن "كبار السن والمرضى والأطفال باتوا أكثر الفئات عرضة للموت، في ظل تدمير ممنهج للبنية الصحية تقوده إسرائيل عبر الحصار والاستهداف المباشر".
وشدد المرصد، أن ذلك "يشكل نمطاً من أنماط القتل العمد المحظور بموجب
القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي".
وتواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وشدد المرصد الأورومتوسطي، على أن ما ادعت إسرائيل أنها سمحت بإدخاله من مساعدات إنسانية لغزة الاثنين، لا يزال دون أثر ملموس، "إذ اقتصر على بضع شاحنات محملة بمكملات غذائية وأكفان، دون تأكيد وصولها إلى السكان أو توزيعها من قبل منظمات دولية"
وأكد أنها "لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات اليومية الملحة".
وقال إن "ما يفاقم مأساة المجاعة هو القصف العنيف الذي يستهدف المنازل ومراكز الإيواء، إلى جانب التهجير القسري".
وأكد المرصد، أن "هذه الأفعال تُعدّ من أخطر الجرائم بموجب نظام
روما الأساسي للمحكمة
الجنائية الدولية"، مؤكداً أن "هذه الأفعال تُشكّل أيضاً أركان جريمة الإبادة الجماعية".
وقال إن "الحصار
الإسرائيلي غير القانوني على غزة منذ تشرين الأول 2023، مع القيود المتشددة وتدمير المنظومة الصحية، تسبب في تدهور صحي كارثي لا رجعة فيه لأكثر من مليوني نسمة".
واعتبر أن "الآلية الإسرائيلية-الأمريكية التي يجري التخطيط لها لتقديم المساعدات لغزة، مجرد مناورة لتمديد الحصار الشامل، عبر إعادة تقديم جريمة التجويع في صيغة مضللة تُضفي طابعاً إنسانياً زائفاً عليها، وتُشرّع استخدامها المتواصل كسلاح ضمن جريمة الإبادة الجماعية المستمرة". (الأناضول)