ذكرت "سبوتيك" أنّ أبرز 5 مناجم في
العراق، تكشف عن خريطة ثروات معدنية لا تزال غير مستغلة حتى الآن، بسبب عقود طويلة من التحديات الأمنية التي شهدتها البلاد، أدت إلى إهمال هذه الموارد.
وبحسب تقرير نشرته منصة "الطاقة"، من أبرز
المعادن في العراق "الكبريت والفوسفات، الملح الصخري، إلى جانب معادن إستراتيجية مثل الحديد والمنغنيز والزنك والرصاص"، مبينة أنه "رغم هيمنة
النفط على الاقتصاد، يحتضن العراق ثروات معدنية ضخمة تتركز في عدد من المناجم".
وقالت المنصة في تقريرها: "ظل قطاع التعدين في العراق مهمشا لعقود طويلة، نتيجة التوترات السياسية والأمنية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت اهتماما متزايدا بتفعيل هذا القطاع الحيوي، إذ تحاول الحكومة
العراقية اليوم جذب استثمارات دولية لإعادة إحياء هذه المناجم، ولا سيما مع التوجه إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط".
وأضافت: "تشير البيانات الجيولوجية إلى أن العراق يمتلك احتياطات هائلة من خامات مهمة مثل الكبريت والفوسفات والملح الصخري والحديد والمنغنيز، بعضها يصنف بين الأكبر عالميا، كما تكشف تقارير دولية عن أن العراق يتصدر الاحتياطي الأول عالميا من الكبريت الحر، بالإضافة إلى احتياطيات كبيرة من رمال السيليكا".
وسلطت "الطاقة" الضوء على أبرز 5 مناجم في العراق، تشكل خريطة جيولوجية فريدة، يمكن أن تضع العراق في مقدمة الدول المنتجة للمعادن بالمنطقة.
ويُعدّ منجم المشراق من أكبر مناجم الكبريت الطبيعي في العالم، إذ يحتوي على احتياطيات ضخمة من الكبريت الطبيعي القريب من سطح الأرض، ويستخرج الكبريت من المنجم بطريقة الاستخلاص بالانصهار، ويستعمل في صناعات الأسمدة والمنتجات النفطية ومعالجة المياه.
وبحسب "الطاقة" فقد "بدأ استغلال المنجم منذ الستينيات وبلغ ذروته في السبعينيات، لكنه توقف بعد عام 2003، ورغم وجود خطط لإعادة تأهيله؛ فلا يزال المنجم خارج الخدمة، ويتكون المنجم من 3 حقول، يقدر احتياطي الحقل الأول بنحو 23.5 مليون طن، وتبلغ احتياطيات الحقل الثاني 65.8 مليون طن، ويبلغ احتياطي الحقل الثالث 224 مليون طن".
وكان تعرض منجم المشراق لدمار واسع خلال حقبة سيطرة تنظيم داعش، إذ أشعل التنظيم النيران في مخازن الكبريت عام 2016، مسببا كارثة بيئية نادرة.
يقع منجم عكاشات في محافظة الأنبار، ويُعدّ من أغنى المواقع بالفوسفات في
الشرق الأوسط، بإجمالي احتياطي يقدر بأكثر من 7 مليارات طن، ليظهر ضمن أبرز 5 مناجم في العراق.
وقالت: "يستعمل الفوسفات المستخرج في صناعة الأسمدة وحمض الفوسفوريك والأعلاف الحيوانية، وتقدر احتياطاته في الصحراء الغربية للعراق بأكثر من 10 مليارات طن".
ويضم المنجم "مقلعا مفتوحا ومحطة للمعالجة وخط سكك حديدية يربطه بمصنع القائم، لكن البنى التحتية تضررت بفعل الحروب والإرهاب، إذ توقفت عمليات الإنتاج لسنوات طويلة، وهناك مساع لإعادة تشغيله ضمن شراكات استثمارية".
ويقع منجم السماوة، في محافظة المثنى جنوب العراق، "ويُعدّ أحد أبرز 5 مناجم في العراق المتخصصة باستخراج الملح الصخري، ويتميز خام الملح هناك بجودته العالية وتكوينه الرسوبي النقي، ويستعمل في الصناعات الغذائية والكيميائية"، حسبما طالعته منصة "الطاقة".
وأضافت: "يعمل المنجم يعمل بشكل متقطع وتديره الشركة العامة للصناعات التعدينية، إذ يعاني نقصا في الاستثمارات، لكنه يغطي جزءا مهما من احتياجات السوق المحلية، مع إمكان تطويره ليصبح مركزا إقليميا لتصدير الملح".
وتمتلك محافظة السليمانية في إقليم كردستان "مناطق واعدة لرواسب الحديد، لا سيما في قرة داغ وبيرسبي، إذ تحتوي الصخور الرسوبية على خامات الهيماتيت والماغنيتيت بنسب تركيز تتراوح بين 30 و45%.".
ورغم هذه المؤشرات الجيدة، بحسب تقرير "الطاقة"، "لم يستغل أي من هذه المناجم تجاريا حتى الآن. وبالنسبة للمنغنيز، يوجد في مناطق مثل
سوران ودهوك، لكن عمليات الاستكشاف ما زالت أولية؛ إذ تمثل عوامل مثل غياب البنية التحتية ووسائل النقل، بالإضافة إلى ضعف التمويل، أبرز المعوقات أمام تطوير هذه المواقع."
وأوضحت "الطاقة" أنه "تظهر مؤشرات على وجود رواسب من الزنك والرصاص بنوعيات جيدة، ضمن تكوينات كربونية استبدالية من نوع "إم في تي" في المناطق الجبلية قرب الحدود
التركية والإيرانية، مثل ميرگسور وزاخو وقلعة دزه".
وتشمل المعادن الرئيسة هناك الغالينا والسفاليرايت، إلى جانب الباريت والفلورايت، ورغم وجود هذه الثروات؛ فلم تستغل المناجم حتى الآن، لكنها تشكّل فرصة ذهبية لخطط العراق المستقبلية لتطوير قطاع التعدين. (سبوتنيك)