نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تضمن تحليلاً لإخصائي علم النفس السريري والمستشار السابق لجهاز الإستخبارات العسكري الإسرائيلي عوفر جروزبيرد، والذي تحدث عن شخصية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وفي تحليله، وصف جروزبيرد
نتنياهو بـ"النرجسي" وبأنه "يضعُ مصلحته في المقام الأول، كما أنه مُصاب بجنون العظمة".
الخبير قال أيضاً إن نتنياهو شخصية نرجسية تضع كلمة "أنا" في المقام الأول، وهو ما يتضح جليا في خطاباته، التي تشهد تكرارها بشدة.
وذكر جروزبيرد إن "بنية نتنياهو الشخصية لا تسمح له بامتصاص أي ضرر، وعندما يُتَّهَم بقضايا فساد مختلفة، بدلاً من مواجهتها بهدوء على المستوى القانوني، يُصاب بجنون العظمة، ويحشد أتباعه، ويتحدث عن مؤامرة تُحاك ضده، لذلك، تحت عباءة القوة التي تبدو راسخة، تقف شخصية لا تقبل الفشل، وتُلقي بالمسؤولية على الآخرين".
وتابع: "
بيبي لن يُصاب بالاكتئاب كما حدث مع بيجن في حرب
لبنان الأولى عندما قُتل جنود، ولن يستقيل أو تُراوده أفكار انتحارية، كما حدث مع جولدا بعد حرب تشرين الأول 1973.. لن يُعاني من فترات اكتئاب أو يُهاجم نفسه كما حدث مع
تشرشل في خضم الحرب، كما يحدث في الاكتئاب، بل سيحمي نفسه".
وتابع: "لذلك، لن يُشجع على إجراء انتخابات أو تشكيل لجنة تحقيق حكومية، ونادراً ما يلتقي بعائلات المخطوفين، وسيُوزع الأموال على
الحريديم للحفاظ على ائتلافه، والأهم من ذلك، لن يتحمل المسؤولية الشخصية عن كل ما حدث".
يقول الطبيب إن "نتنياهو يبدو من الخارج، رجلا يتمتع بقدرة فكرية عالية وقوة إرادة كبيرة للتعامل مع الانتقادات والصعوبات، إلا أن هذا ليس سوى القشرة الخارجية لشخصيته التي نجح في الحفاظ عليها لسنوات؛ حتى تم رفع الدعاوى القانونية ضده".
وأوضح جروزبيرد أنه "عندما هُدد نتنياهو بالعزل والعار، وربما حتى السجن، انتهت قدرته على التأقلم التي حافظ عليها لسنوات"، وأضاف: "لقد هُدمت دفاعاته، وظهر بيبي مختلفًا بتصريحات مناقضة لما دعا إليه على مر السنين، مثل الحفاظ على النظام القضائي، وضرورة حشد الحريديم، وكل ذلك من أجل البقاء على قيد الحياة".
وأكمل قائلاً: "لقد برزت نرجسيته، التي تحميه من مشاعر الفشل والاكتئاب، ولجأ إلى كل الوسائل والمعارف لحماية نفسه. حدث ذلك أيضاً مع زوجته، التي لم يرغب في الاستماع إليها في البداية، ثم رضخ لإملاءاتها في النهاية. على الصعيد السياسي، لا يزال يحاول النجاة، متهربًا من مسؤولية الفشل أو الادعاءات، ومع قليل من الحظ، تُمكّنه قدرته من التلاعب".
وختم: "يبدو أن بيبي يعيش حياة مزدوجة، وحتى هو نفسه لا يعرف ما يخفيه. شخصيته غير الناضجة لا تدفعه فقط إلى التعرج وقول أشياء مختلفة في أوقات مختلفة حسب الحاجة اللحظية، بل أيضاً إلى تجنب اتخاذ قرارات جسيمة، لأنه منشغل بمصلحته الخاصة أكثر من المصلحة العامة". (عربي21)