ينذر تكدّس
النازحين من مختلف مناطق شمال
قطاع غزة في
مركز المدينة، خصوصاً في المناطق الغربية، بكارثة إنسانية متفاقمة، في ظل تكثيف الجيش
الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال وشرق غزة.
ومنذ استئناف القتال في آذار الماضي، دفع الجيش الإسرائيلي السكان إلى النزوح باتجاه وسط وغرب غزة، ما أدى إلى اكتظاظ هذه المناطق بأعداد تفوق قدرتها الاستيعابية، وسط تقديرات تشير إلى أن عدد النازحين قد بلغ نحو مليون شخص.
هذا التكدّس يُعيق قدرة المؤسسات الرسمية والإغاثية والبلديات على تقديم الخدمات الأساسية، ما تسبب بنقص حاد في المياه والرعاية الطبية، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة.
وقال خالد الشخرير، وهو نازح من شمال القطاع إلى
غرب غزة، لـ"إرم نيوز"، إنه يعاني مع أسرته من نقص كبير في الخدمات، موضحاً أن الحصول على المياه والرعاية الطبية يتم بصعوبة بالغة، وأن المياه تصلهم في أفضل الأحوال مرة كل عشرة أيام، فيما تُنقل النفايات على فترات متباعدة، ما أدى إلى انتشار
الأمراض الجلدية وتردي الأوضاع الصحية.
وأشار الشخرير إلى انتشار الحشرات ومياه الصرف الصحي في مناطق النزوح، ما يدفعه للتفكير في النزوح إلى جنوب القطاع.
من جهتها، أوضحت ابتهال
أبو حسنين، نازحة من شمال القطاع، أن أطفالها يعانون من سوء التغذية والأمراض الجلدية والنزلات المعوية، مؤكدة أنها اضطرت أكثر من مرة لنقلهم إلى النقاط الطبية بسبب تدهور الأوضاع الصحية.
وأضافت أن النازحين يضطرون للسير لمسافات طويلة للحصول على الحد الأدنى من الخدمات، مشددة على أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً.
بدوره، قال المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، لـ"إرم نيوز"، إن البلدية تقدّم الخدمات في مناطق النزوح بحدها الأدنى نتيجة قلة الإمكانيات واستهداف
الاحتلال لمرافق وآليات البلدية.
وأشار إلى أن توفير المياه بات المهمة الأصعب، وأن طواقم البلدية تواجه صعوبة في نقل النفايات، خاصة مع اعتبار منطقة مكب النفايات الرئيسة منطقة خطرة من قبل الاحتلال، إضافة إلى تعطيل خطوط المياه المغذية للقطاع.
وأكد النبيه ضرورة توفير الوقود اللازم للبلدية والسماح بنقل النفايات إلى مناطق آمنة، محذراً من أن غياب هذه المتطلبات سيجعل من الصعب تحسين الوضع الإنساني في غزة. (ارم نيوز)