قال خبير إسرائيلي في شؤون حركة "
حماس" إنه على الجيش
الإسرائيلي تغيير نهجه خلال حرب غزة، مشيراً إلى أن طبيعة عمليات القوات
الإسرائيلية الحالية في
قطاع غزة لا تُؤتي ثمارها.
وفي تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وترجمهُ "
لبنان24"، قال عوفر إن "الجيش الإسرائيلي يعمل في غزة منذ شهرين بـ5 فرق، في حين أن جميع قوات المشاة النظامية موجودة في القطاع، ما يعني تضحية فادحة بجنود محترفين ولكن من دون تحقيق أي أهدافٍ إستراتيجية".
ويقول التقرير إنَّ "هناك مئات الآلاف من المباني في غزة معظمها لا يزالُ قائماً حتى مع وجود أضرارٍ في جدرانها أو نوافذها"، مشيراً إلى أنه "حتى مع تدمير بعضها، لا تزال حماس تستخدم تلك المباني"، ويضيف: "يفيدُ الجنود العائدون من غزة أنهم يجدون أسلحة في الكثير من المنازل. كذلك، يفيد جنود الاحتياط عن استخدام واسع النطاق لمنازل المدنيين كأنفاق أو لزرع متفجرات لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يأتون لتفتيش الأماكن. مع ذلك، يفيد الجنود أنهم نادراً ما يواجهون العدو أو يرونه. من ناحية أخرى، غزة مزوّدة بآلاف الكاميرات، بما في ذلك الاتصالات الخلوية. كذلك، تُشغّل حماس شبكات من المراقبين، بعضهم أطفال وبعضهم نساء، وتدرس أساليب العمل جيداً".
من ناحيته، يقول قائد سرية في الجيش الإسرائيلي: "حماس تخشى المواجهة وجهاً لوجه، لذا تستخدم أساليب حرب العصابات. حماس منظمة متعلمة استعدت جيداً لتجدد القتال. أما الجيش الإسرائيلي، فيُرسل جنوده إلى منزل تلو الآخر، وإلى بئر تلو الآخر، وذلك في رحلة لا علاقة لها بتحقيق أهداف الحرب".
وأكمل: "الجيش الإسرائيلي مهووس بالأنفاق وحتى لو مسحت القوات الإسرائيلية آلاف المواقع في كل أنحاء القطاع، سيظل هناك عشرات الآلاف من المواقع الأخرى التي يجب مسحها. ومن الناحية السياسية، تُضيّع
إسرائيل وقتاً ثميناً مع تناقص صبر العالم".
التقرير يلفت إلى أنه "على الجيش الإسرائيلي التركيز على الأهداف التي تحقق أقصى النتائج بأقل الخسائر"، وأضاف: "إن وجود الأنفاق في خان يونس أو مدينة غزة أو دير البلح لا يُهدد أمن سكان المنطقة المحاصرة أو أي مواطن إسرائيلي، وبالتأكيد، فإن العثور على الجثث لا يستحق المخاطرة بحياة البشر. هذه أنفاق هدفها الوحيد جذب جنود الجيش الإسرائيلي إليها، وليس لها أي قيمة هجومية على
الجبهة الداخلية الإسرائيلية. إنها ليست أنفاق خروج ولا أنفاق اقتراب".
وفي حديثه، يعتبر عوفر أن الوضع الحالي يصب في مصلحة "حماس" تماماً، وقال: "كل قنبلة تقتل بها حماس جندياً واحداً، وبالتأكيد في أسبوع فقدنا فيه 8 مقاتلين. هذه هي الطريقة التي تسوق بها حماس نفسها على أنها من يهزم الجيش الإسرائيلي عسكرياً.. كذلك، تُصوّر حماس الجيش الإسرائيلي على أنه، بدلاً من أن يحارب حماس، يقتل المدنيين الأبرياء من سكان غزة الذين يأتون لتلقي المساعدات".
ودعا عوفر إلى "التركيز جغرافياً على شمال قطاع غزة فقط"، مشيراً إلى أن "مدينة غزة هي عاصمة القطاع وهي أهم نقطة لحماس وأقربها إلى التجمعات السكانية الإسرائيلية مثل سديروت وعسقلان وغيرها من
المستوطنات الإسرائيلية"، وتابع: "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يتخذ إجراءات حاسمة لإخلاء شمال قطاع غزة بالكامل من جميع السكان المؤيدين لحماس هناك، حتى يتمكن من تركيز الحملة العسكرية على النقطة الحاسمة لحماس، ولكن لا داعي لاحتلال غزة بأكملها".
كذلك، قال إنه "في إطار التركيز على شمال قطاع غزة وحده، يجب إبعاد جميع قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب القطاع، بما في ذلك رفح وخان يونس، باستثناء المنطقة الحدودية التي ستبقى خالية من السكان. يجب إغلاق معبر كرم أبو سالم بشكل دائم، وإعطاء خطة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب فرصة من خلال ربط غزة بمصر. يكمن جوهر خطة
ترامب في فكرة أن مصر والدول العربية مسؤولة عن رعاية سكان غزة واستيعابهم. ولإعطاء خطة ترامب فرصة، يجب أن يكون سكان غزة قريبين من مصر، أي في جنوب قطاع غزة وليس في شماله. والسبيل إلى ذلك هو إعلان جنوب غزة منطقة خالية من
الاحتلال أو الوجود الإسرائيلي. بالطبع، كما هو الحال في
لبنان وسوريا أو أي مكان آخر، نحتفظ بحقنا في قصف أي تهديد أو تهريب أسلحة هناك والتعامل معه. هذه سياسة يجب تطبيقها في لبنان وغزة".