فرضت سلطات مدينة لوس أنجلوس حظر تجول ليليًا يبدأ من الثامنة مساء حتى السادسة صباحًا، في محاولة لاحتواء موجة احتجاجات عنيفة اندلعت على خلفية مداهمات الهجرة الفيدرالية، ودفعت المدينة إلى إعلان حالة الطوارئ المحلية. ومع دخول الاحتجاجات يومها الخامس، تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات، إذ أعلنت الشرطة إيقاف نحو 200 شخص اليوم وحده، وهو العدد الأكبر منذ بدء التظاهرات يوم الجمعة.
وأوضحت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء، أن حظر التجول سيشمل وسط المدينة ويستمر "لعدة أيام إذا اقتضت الحاجة"، مستثنية من القرار سكان المنطقة والمشردين ووسائل الإعلام وعناصر الأمن العام.
وقال قائد شرطة لوس أنجلوس، جيم ماكدونيل، إن القرار جاء بعد تزايد أعمال العنف، مشيرًا إلى أن الشرطة سجلت 27 اعتقالًا يوم السبت، و40 يوم الأحد، و114 يوم الإثنين، ثم تضاعف الرقم اليوم إلى قرابة 200.
ترامب يصعّد ونيوسوم يحذّر
في موازاة التطورات الميدانية، اشتعلت المواجهة السياسية بين حاكم ولاية كاليفورنيا،
الديمقراطي غافين نيوسوم، والرئيس الأميركي
دونالد ترامب، الذي أعلن نشر 4000 جندي من الحرس الوطني و700 من مشاة البحرية في لوس أنجلوس، بزعم حماية "السيادة الوطنية" من ما وصفه بـ"فوضى دولة العالم الثالث".
وفي خطاب متلفز من لوس أنجلوس حمل عنوان "
الديمقراطية عند مفترق طرق"، قال نيوسوم إن قرارات الرئيس تمثل "تهديدًا للديمقراطية"، مشبّهًا الوضع الحالي بـ"اللحظة التي كنا نخشاها". وأضاف: "ترامب وأنصاره يزدهرون في ظل الانقسام، إنها بداية استبداد مقنّع".
ووصف نيوسوم نشر القوات الفيدرالية دون موافقة الولاية بأنه سابقة خطيرة لم تحدث منذ حركة الحقوق المدنية في الستينيات. وتابع: "الديمقراطية تُستهدف أمام أعيننا. يجب على
الأميركيين الوقوف في وجه هذا الانحدار الخطير".
وفي تطور قانوني، رفض قاضي المحكمة الجزئية الأميركية تشارلز براير طلبًا طارئًا من نيوسوم بإصدار أمر تقييدي يمنع ترامب من استخدام القوات الفيدرالية داخل الولاية. وأعطى القاضي إدارة ترامب مهلة لتقديم ردها، على أن تُعقد جلسة استماع جديدة يوم الخميس.
تأتي هذه الخطوة في سياق دعوى قضائية رفعتها كاليفورنيا ضد الحكومة الفيدرالية، تتهم فيها ترامب بـ"الاستيلاء غير المشروع على الحرس الوطني لتنفيذ سياسات الهجرة".
امتدت الاحتجاجات إلى مدن أميركية أخرى، منها
نيويورك وسان فرانسيسكو وأتلانتا وشيكاغو. في سان فرانسيسكو، أعلنت الشرطة أنها اعتقلت 92 شخصًا مساء الإثنين في حي ميشن، عقب أعمال تخريب وكتابة شعارات على الجدران. أما في نيويورك، فقد أوقفت الشرطة عددًا من المتظاهرين في مانهاتن السفلى بالقرب من مكاتب إدارة الهجرة.
وفي أتلانتا، استخدمت الشرطة
الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين على طريق بوفورد السريع، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر الأمن. وذكرت تقارير أن أحد المتظاهرين أُصيب بجروح خطيرة بعد أن دفعه الضباط ليسقط على حاجز خرساني.
وفي شيكاغو، شُوهد شخصان يخربان سيارة "تيسلا" برسم صلبان نازية عليها، أمام أعين الشرطة التي لم تتدخل.
ومع بدء تنفيذ حظر التجول، خلت معظم شوارع وسط لوس أنجلوس من المارة، باستثناء مجموعات صغيرة من المتظاهرين في بعض الأحياء. في وقت، لا تزال عربات الشرطة والمروحيات تتنقل في المنطقة، وسط انتشار أمني كثيف.
ودافع الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عن قراره نشر قوات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا ضمن إجراءات تتعلق بالهجرة في خطوة ندد بها منتقدون ووصفوها بأنها رد فعل مبالغ فيه ولها دوافع سياسية.
وقال ترامب مخاطبا مجموعة من الجنود في قاعدة عسكرية بفورت براغ بولاية نورث كارولينا "أجيال من أبطال الجيش لم يريقوا دماءهم على الشواطئ البعيدة فقط ليشاهدوا بلادنا تُدمر بسبب الغزو وغياب القانون في العالم الثالث".
وأضاف قائلا "ما تشهدونه في كاليفورنيا هو اعتداء شامل على السلام والنظام العام والسيادة الوطنية، يقوم به مثيرو شغب يحملون أعلاما أجنبية"، مضيفا أن إدارته "ستحرر لوس أنجلوس".