Advertisement

خاص

تل أبيب تحت الضغط: إسرائيل تطلب التدخل الأميركي!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
15-06-2025 | 10:30
A-
A+
Doc-P-1375973-638855745801847104.png
Doc-P-1375973-638855745801847104.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
دخل التصعيد بين إيران وإسرائيل منعطفاً خطيراً مع الكشف عن أن "تل أبيب" طلبت رسمياً من الولايات المتحدة الأميركية تدخّلاً عسكرياً مباشراً، وذلك في أعقاب الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي ليل الجمعة والسبت. هذا الطلب، الذي يأتي في خضم مواجهة مفتوحة لليوم الثالث على التوالي، يعكس تحوّلاً نوعياً في طبيعة الصراع، وينقل الاشتباك من حافة الحرب إلى قلبها.
Advertisement

وبحسب تقارير إسرائيلية وغربية، فإن الحكومة الإسرائيلية طلبت دعماً عسكرياً ميدانياً، فضلاً عن حضور واضح من واشنطن في هذه المواجهة. في المقابل، لم يصدر أي موقف رسمي أميركي يؤكّد أو ينفي هذه المعلومات، إلا أن مصادر غربية تحدثت عن "تقييم أميركي مستمر" للوضع الميداني، وسط اتصالات متواصلة على مستويات عسكرية ودبلوماسية.

ويأتي هذا التطور في لحظة حساسة على المستويين الإقليمي والدولي، إذ يشهد الشرق الأوسط إعادة تشكيل للتوازنات، في وقت تنشغل فيه الولايات المتحدة الأميركية بملفات ساخنة على عدّة جبهات. وبالتالي، فإن الطلب الإسرائيلي لا يمكن قراءته فقط كمناشدة ظرفية، بل كجزء من اختبار أكبر للعلاقة الأميركية - الإسرائيلية، التي بُنيت منذ عقود على مبدأ الالتزام غير المشروط.

في المقابل، أكدت طهران أن ردّها جاء دفاعاً عن نفسها وليس كبداية لتصعيد علني. وقد نقلت وكالات أنباء عن مسؤول إيراني قوله حرفياً: "لم نبدأ هذه الحرب، لكنها لن تنتهي إلا بتوقيتنا". ولعلّ هذا التصريح يوضح أنّ إيران لم تختر التوقيت من منطلق استراتيجية هجومية، بل ردّت على اعتداء إسرائيلي مباشر. وقد بدا أن طهران أرادت من خلال هذه الضربة إيصال رسالة مفادها أن الردود المباشرة باتت جزءاً من معادلة الردع الجديدة، وأن استهداف أراضيها لن يمر من دون تكلفة.

الضربة الإيرانية نفسها حملت دلالات مهمة؛ إذ إنها استهدفت مناطق مدنية وحيوية في "تل أبيب" و"ريشون لتسيون" و"أسدود"، وتسببت بإصابات وأضرار مادية موثّقة بالصور والتقارير الميدانية. ورغم اتساع رقعة الاستهداف، فرضت السلطات الإسرائيلية تعتيماً إعلامياً شديداً على نتائج الضربة، ولم تُصدر أرقاماً دقيقة بشأن عدد القتلى أو حجم الخسائر، في وقت تحدثت فيه تقارير مستقلة عن وقوع قتلى ودمار واسع في البنى التحتية المدنية.

وقد أعقب الهجمات إغلاق مؤقت لمطار بن غوريون، ورفع درجة التأهب في مختلف القطاعات، وتفعيل صافرات الإنذار في مناطق لم تكن ضمن دائرة التصعيد سابقاً. كما استُنفرت وحدات الإنقاذ والدفاع المدني في أكثر من مدينة، وسط حالة من الارتباك الواضح داخل الجبهة الداخلية.

في السياق ذاته، يمثّل هذا التصعيد إحراجاً داخلياً لحكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه منذ أسابيع ضغوطاً متزايدة على خلفية إخفاقات أمنية وتراجع قدرة الردع. إذ لم يسبق أن طالت الضربات أرضاً إسرائيلية بهذا العمق من قبل إيران بشكل مباشر، من دون أن تكون هناك تغطية دفاعية كافية أو ردع استباقي. الأمر الذي أعاد طرح أسئلة جدّية حول مدى جهوزية المؤسسة العسكرية، وحدود فعالية القبة الحديدية.

من زاوية أخرى، يضع هذا التصعيد الولايات المتحدة الأميركية أمام معادلة معقدة، إذ إنّ تدخلها المباشر قد يجرّ المنطقة إلى نزاع واسع تتداخل فيه كلّ الملفات. أما التراجع أو الحذر، فقد يُفهم إسرائيلياً على أنه خذلان في لحظة مصيرية، ويؤثر على صورة الردع الأميركي في المنطقة برمّتها.

وعليه، فإن المواجهة القائمة لم تعد محصورة بين طرفين، بل باتت اختباراً لشبكة التحالفات، ولسياسات الردع التي كانت قائمة لعقود. إذ لم تعد إسرائيل قادرة على التحرك بمفردها، كما أن إيران باتت تملك القدرة والرغبة في فرض أثمان حقيقية على أي استهداف مباشر.

في ضوء ذلك، تبدو الأيام المقبلة مفتوحة على ثلاثة احتمالات رئيسية:
الأول، أن تبادر واشنطن إلى التدخل العسكري المباشر بشكل محدود لإعادة ضبط قواعد الاشتباك. والثاني، أن تذهب الأمور إلى تهدئة مشروطة بعد جولة تصعيد محدودة. أما الثالث، فأن تخرج الأمور عن السيطرة، وتدخل المنطقة في دوامة مواجهات أوسع تشمل ساحات أخرى.

في كل الحالات، لم يعد بالإمكان تجاهل أن ما حدث في الأيام الماضية وضع حداً لصيغة الردع التقليدية، وأعاد ترتيب الأوراق على طاولة لم تعد خاضعة لحسابات طرف واحد.
 
المصدر: خاص لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

ايناس كريمة Enass Karimeh

Lebanese journalist, social media activist and communication enthusiast