التزمت الحكومة
السورية الصمت حيال التصعيد العسكري المتبادل بين
إيران وإسرائيل، في وقت سارعت فيه عدة دول عربية إلى إدانة
الغارات الإسرائيلية على الأراضي
الإيرانية، ووصفتها بأنها "شنيعة" و"انتهاك صارخ للقانون الدولي". هذا الموقف السوري اللافت أثار تساؤلات حول خلفيات وتوجهات حكومة الرئيس أحمد
الشرع.
فبعد أقل من ساعة على تنفيذ
إسرائيل هجومها المعروف باسم "
الأسد الصاعد" ضد أهداف داخل إيران، توالت بيانات الإدانة من عواصم عربية، بينما غابت دمشق عن المشهد.
ويُنظر إلى هذا الصمت على أنه تحوّل محتمل في موقف
سوريا، التي كانت حتى وقت قريب حليفاً استراتيجياً لطهران.
في هذا السياق، ذكر محللون لصحيفة نيويورك تايمز، أن صمت الحكومة السورية، برئاسة أحمد الشرع، يعكس التحول الكبير في التوازنات الجيوسياسية داخل سوريا منذ الإطاحة بنظام
بشار الأسد في كانون الأول الماضي.
وكان نظام الأسد يُعد من أقرب الحلفاء لطهران، حيث شكّل معها "محور
المقاومة"، وقدم لها الدعم لبناء ميليشيات مناهضة لإسرائيل في منطقة
الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة السورية الجديدة، ومنذ تنصيبها، أعلنت بوضوح أن الوجود
الإيراني داخل البلاد لم يعد مرحبا به، وتعهدت بعدم السماح لأي جماعة مسلحة بشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية.
وبرّرت الصحيفة هذا التعهد، بمساعي الرئيس أحمد الشرع، لكسب دعم الدول الغربية، إضافة إلى موجة الاستياء الشعبي العارم من إيران بسبب دعمها العسكري لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية.
واعتبرت الصحيفة أن التصعيد الحالي بين إيران وإسرائيل منح الحكومة السورية فرصة لإثبات التزامها بالنهج الجديد، وكسب دعم دولي واسع.
وأشار تقرير إلى أن القيادة السورية أبدت انفتاحا "غير مسبوق" في التواصل مع إسرائيل.
وسبق لحكومة الشرع أن شاركت، خلال الأسابيع الماضية، في محادثات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين حول قضايا أمنية، بحسب ما أفاد به مصدران مطلعان لـ"نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة في ذلك تحولا لافتا في العلاقات بين بلدين كانا على طرفي نقيض لعقود طويلة من الصراع في الشرق الأوسط.
من جهتها، دعت
الولايات المتحدة الحكومة السورية الجديدة إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، تمهيدا لتطبيع شامل.
وأوضح المصدر أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أضعفت إيران، وهو ما يمنح إسرائيل نفوذا إضافيا للضغط على سوريا لدفعها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.