في تصعيد جديد للصراع السياسي بين الرئيس الأميركي
دونالد ترامب والملياردير إيلون
ماسك، هدّد الأخير بإنشاء حزب ثالث منافس للحزبين
الجمهوري والديمقراطي، بعد تمرير
الكونغرس قانون خفض الضرائب والإنفاق.
وغرّد ماسك قائلاً: "إذا تم تمرير هذا القانون الجنوني، فسيتم تشكيل حزب أميركا في اليوم التالي"، في إشارة إلى استيائه من السياسة المالية المعتمدة من الحزبين.
وسبق لمالك "إكس" أن أثار هذه الفكرة منذ عام 2022، حيث عبّر مرارًا عن رفضه للانتماء إلى الجمهوريين أو
الديمقراطيين، داعيًا إلى تشكيل حزب "أكثر اعتدالاً" من الطرفين.
وعقب تجدد خلافه مع
ترامب هذا الأسبوع، نشر ماسك سلسلة منشورات يروج فيها لفكرة الحزب الجديد، مؤكداً أن "حزب أميركا" سيضع خفض الدين الوطني كأولوية، وهو ما اعتبره أمرًا عجز عنه كلا الحزبين التقليديين.
وذكر تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز"، أن شعبية ماسك منخفضة، إذ أظهرت استطلاعات الرأي في جامعة كوينيبياك أن 59 بالمئة من الناخبين المستقلين ينظرون إلى ماسك بشكل سلبي، مقابل 29 بالمئة يرونه بشكل إيجابي.
وأشار التقرير إلى أن شعبية ماسك تراجعت منذ أن غادر منصبه في إدارة ترامب قبل أشهر.
لكن في المقابل، يمتلك ماسك موارد كبيرة، فهو أغنى رجل في العالم ويمتلك منصة "إكس"، وهذه الأصول قد تساعده في إطلاق حزب سياسي جديد، وفقا لـ"إن بي سي نيوز".
ويسيطر الجمهوريون والديمقراطيون على السياسة الأميركية، لكن هناك أحزابا صغيرة مثل "الحزب الليبرتاري" و"الحزب الأخضر"، وتشغل مناصب معدودة.
وقال برنار تاماس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فالدوستا في جورجيا، إن ماسك سيواجه العديد من العقبات من أجل تأسيس حزب ثالث.
وأضاف: "الأمر ليس كتشغيل شركة، يجب أن يكون أكثر اجتماعية، يجب أن تكون لديه قاعدة شعبية ومناصرون متحمسون ومندفعون للنضال".
وأوضح: "حتى لو تمكن من ضخ الأموال، لا يمكنه تكرار حجم الهيكل المؤسسي الذي يملكه هذان الحزبان. السؤال مفتوح إذا كان يستطيع ذلك أم لا، لكن المال ليس كافيا. المال ليس العقبة الوحيدة أمام الأحزاب".
وأشار التقرير إلى أن أحد منظمي "حزب الأمام"، من الأحزاب الثالثة، أندرو يانغ، الذي خاض الانتخابات التمهيدية
الديمقراطية الرئاسية عام 2020 دون نجاح، أبدى اهتمامه بالتحالف مع ماسك.
وكان ماسك قد دعم يانغ في 2022، لكن من غير الواضح ما إذا كان ماسك لا يزال مهتما.
وتختلف قوانين تأسيس الأحزاب من ولاية إلى أخرى، ولكن عموما تنص القوانين على جمع آلاف التوقيعات.
وفي تكساس، حيت يسكن ماسك، يحتاج حزب جديد إلى جمع 81,000 توقيع، وهو أمر يمكن تحقيقه بالمال والوقت، وفقًا للمصدر.
وقال أستاذ العلوم السياسية، تاماس، إنه حتى لو أسس ماسك حزبا ثالثا، فسيتم امتصاصه من قبل حزب كبير يتنافس على نفس قاعدة الناخبين.
وأشار التقرير إلى أن إيلون ماسك ليس أول من طرح فكرة تأسيس حزب سياسي ثالث في
الولايات المتحدة. ففي بداية الألفينات، أبدى
دونالد ترامب رغبته في تأسيس حزب ثالث، لكنه تراجع عن ذلك.
كما توجد شخصيات سياسية أخرى حاولت تأسيس أحزاب ثالثة لكنها لم تحقق نجاحا كبيرا، مثل الملياردير روس
بيروت الذي أسس حزبا ثالثا لكنه لم يصمد لفترة طويلة. (سكاي نيوز)