في خطوة لافتة خرجت عن المألوف الدبلوماسي، استضاف الرئيس الأميركي
دونالد ترامب رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الإثنين في عشاء خاص داخل الجناح الرسمي للبيت الأبيض، دون إصدار أي بيان مشترك أو عقد مؤتمر صحفي عقب اللقاء.
الاجتماع، الذي جرى بعيدًا عن البروتوكولات المعتادة التي ترافق زيارات رؤساء الحكومات، ركّز على أولويتين واضحتين، وقف الحرب في غزة، وضمان عودة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة
حماس.
وكان نتنياهو قد وصل إلى العاصمة الأمريكية مساء الإثنين على متن طائرة "جناح صهيون"، وهبط في قاعدة أندروز الجوية دون الإدلاء بأي تصريحات.
رغم ذلك، قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء إن "المفاوضات مستمرة وهناك تقدم"، على الرغم من حديث مصادر فلسطينية عن جمود في محادثات الدوحة.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أن رد حركة حماس "جاء أضعف من المتوقع"، ما دفع رئيس الوزراء إلى إرسال وفد جديد لمحاولة حل الخلافات العالقة، وسط أجواء وصفتها مصادر بأنها "إيجابية نسبياً".
اجتماعات تمهيدية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه التقى، مساء الإثنين،
وزير الخارجية ماركو روبيو، في العاصمة الأميركية
واشنطن.
وأضاف نتنياهو في منشور على حسابه في "إكس": "أجرينا محادثات جوهرية وهامة حول تعزيز التحالف بين
إسرائيل والولايات المتحدة، والتحديات المشتركة التي نواجهها على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وعقد نتنياهو اجتماعين مع روبيو والمبعوث الخاص للرئيس
دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وفقا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وعقدت المحادثات في "بلير هاوس"، بيت الضيافة الرئاسي القريب من
البيت الأبيض.
ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام
وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس دونالد ترامب الإثنين بترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
وسلّم نتنياهو ترامب رسالة الترشيح خلال اجتماع في البيت الأبيض، قائلا: "إنك تستحق الفوز بنوبل".
من جانبه قال ترامب الذي تسلّم الرسالة: "لم أكن أعرف بذلك. أن يأتي مثل هذا الأمر من شخص مثلك يعني لي الكثير".
وفي حديثه للصحفيين في بداية لقائهما، قال نتنياهو إن إسرائيل تعمل مع
الولايات المتحدة لإيجاد دول تمنح
الفلسطينيين مستقبلا أفضل.
وقال نتنياهو خلال عشاء مع ترامب في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي "يُرسي السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو الآخر، في منطقة تلو الأخرى".
وخلال السنوات الماضية تلقى ترامب من مؤيّدين ومشرّعين موالين له العديد من الترشيحات لنيل نوبل للسلام، الجائزة المرموقة التي لم يُخفِ يوما انزعاجه من عدم فوزه بها.
وكثيرا ما اشتكى الرئيس
الجمهوري من تجاهل لجنة نوبل النرويجية للجهود التي بذلها في حل النزاعات بين الهند وباكستان، وكذلك أيضا بين صربيا وكوسوفو.
شارك في العشاء ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص إلى
الشرق الأوسط، الذي وصف المحادثات الجارية بشأن غزة بأنها "قريبة جدًا من النجاح"، مضيفًا: "لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق".
وأشار ترامب إلى أن الخطة الحالية لوقف إطلاق النار قد تحتاج إلى تعديلات طفيفة فقط، ما يعكس تفاؤلًا حذرًا بقرب التوصل إلى هدنة طويلة الأمد.
وقال نتنياهو من جانبه: "إذا أراد الناس مغادرة غزة، يجب أن نمنحهم القدرة على ذلك. نعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل. أعتقد أننا نقترب من تحقيق ذلك".
وفي الملف
الإيراني، أكّد ترامب أنّ واشنطن لا تسعى لتصعيد إضافي مع طهران، بعد الضربة الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وقال: "آمل ألا نضطر إلى القيام بذلك مرة أخرى. لا أعتقد أننا سنفعل. الإيرانيون الآن في مكان مختلف عما كانوا عليه قبل أسبوعين".
وأضاف: "أعتقد أنهم أصبحوا أكثر احترامًا لإسرائيل ولنا. كانوا ودودين للغاية".
وكشف ويتكوف أن اجتماعًا مع الجانب الإيراني سيُعقد في غضون الأسبوع المقبل أو نحوه، في إطار جهود استئناف المحادثات.
وقال نتنياهو إنه يريد السلام مع الفلسطينيين، لكنه وصف أي دولة مستقلة لهم في
المستقبل بأنها ستكون منصة لتدمير إسرائيل، مناديا بضرورة بقاء السلطة السيادية الأمنية بيد إسرائيل لهذا السبب.
ووصف نتنياهو الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل من قطاع غزة في السابع من تشرين الاول 2023 بأنه دليل على ما سيفعله
الفلسطينيون في حال قيام دولة لهم.
أما ترامب، فعندما سأله الصحفيون عما إذا كان حل الدولتين ممكنا، قال "لا أعرف"، وأحال السؤال إلى نتنياهو.
ورد نتنياهو بالقول "أعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولكن ليس على أي صلاحيات من شأنها تهديدنا. وهذا يعني أن السلطة السيادية، مثل الأمن الشامل، ستبقى دائما في أيدينا".
وأضاف: "بعد السابع من تشرين الاول، قال الناس إن الفلسطينيين لديهم دولة، دولة حماس في غزة، وانظروا ماذا فعلوا بها. لم يقوموا ببنائها. لقد بنوها في المخابئ، في أنفاق الإرهاب وبعد ذلك ذبحوا شعبنا واغتصبوا نساءنا وقطعوا رؤوس رجالنا واجتاحوا مدننا وبلداتنا ومزارعنا وارتكبوا مجازر مروعة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية"، حسبما نقلت "رويترز".
وتابع: "سنعمل على التوصل إلى سلام مع جيراننا الفلسطينيين، أولئك الذين لا يريدون تدميرنا، وسنعمل على التوصل إلى سلام يبقى فيه أمننا والقوة السيادية للأمن في أيدينا دائما".
واختتم نتنياهو قائلا: "الآن سيقول الناس: (إنها ليست دولة كاملة، ليست دولة)، نحن لا نهتم. لقد تعهدنا بعدم تكرار ذلك. لن يحدث مرة أخرى أبدا الآن. لن يحدث ذلك مرة أخرى".