كتب موقع "
سكاي نيوز عربية": عادت جماعة الحوثي إلى واجهة الأحداث مجددا، بعد تصعيد جديد استهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مما أثار تساؤلات بشأن إمكانية لجوء
الولايات المتحدة إلى عمل عسكري ضد الجماعة المدعومة من
إيران.
ففي غضون يومين فقط، جرى استهداف سفينتين، إحداهما مملوكة لليونان، في هجمات متكررة تنذر بتجدد التوترات في أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
التصعيد الأخير يُعد الأول من نوعه منذ إعلان الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، في مايو الماضي، وقف الحملة العسكرية الجارية ضد الحوثيين، مقابل وقف المجموعة هجماتها على المصالح الأمريكية في المنطقة.
ويقول عسكريون أميركيون ومحللون، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تجدد الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية يعكس محاولة لإعادة فرض أوراق ضغط إقليمية، في الوقت الذي تُبقي
واشنطن خياراتها مفتوحة؛ ما بين الرد العسكري أو الضغط السياسي والدبلوماسي.
ماذا حدث؟
أفادت مصادر ملاحية غربية بأن سفينة الشحن اليونانية "إترنيتي سي" غرقت في البحر الأحمر، إثر هجوم نفذته جماعة الحوثي، ما أسفر عن مقتل 4 من أفراد طاقمها على الأقل، في حين جرى إنقاذ 6 من أفراد الطاقم.
ويُعد غرق "إترنيتي سي" ثاني حادث من نوعه خلال أسبوع، إذ سبقته واقعة مماثلة لسفينة ترفع علم ليبيريا، تعرضت لهجوم، الأحد، أدى إلى اندلاع النيران فيها وتسرب المياه إلى داخلها، ما اضطر الطاقم إلى إخلائها.
ووفق تقييم صادر عن شركة "أمبري" الأمنية، فإن ناقلة البضائع "ماجيك سيز" تعرضت على الأرجح لهجوم مزدوج، شمل قوارب مفخخة مسيرة، إلى جانب أسلحة خفيفة وقذائف صاروخية، في تكتيك يُعيد إلى الأذهان أساليب هجومية سبق أن استخدمتها الجماعة لاستهداف السفن التجارية في الممرات الدولية.
وفي أعقاب الهجومين، دانت الولايات المتحدة الهجمات البحرية التي نفذتها الجماعة، مؤكدة أنها ستتخذ ما يلزم من إجراءات لضمان حماية حرية الملاحة وسلامة حركة الشحن التجاري.
خيارات واشنطن
ويرى مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون الأميركي، ريتشارد وايتز، أن لا توجد أدلة حتى الآن على استئناف البنتاغون العمليات العسكرية المباشرة والفورية ضد الحوثيين، لكن مع ذلك، تواصل الولايات المتحدة مساعدة
إسرائيل في اعتراض الهجمات الصاروخية الحوثية، ولا تزال تحمي حركة الملاحة التجارية.
وقال وايتز في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "من شبه المؤكد أن مسؤولين من فريق
ترامب ناقشوا هذا الأسبوع التهديد الحوثي مع
نتنياهو وفريقه، وقد يؤدي ذلك إلى دعم عسكري أمريكي إضافي، لكن من غير المرجح أن نشهد ضربات جوية واسعة النطاق مرة أخرى، ما لم تتسع الهجمات الحوثية بشكل كبير".
ووفق المحلل الأميركي فإن "الولايات المتحدة وإسرائيل وشركاء آخرون يحتاجون إلى تطوير استراتيجية طويلة الأمد تقوم على تعزيز قدرات الجيش اليمني، أو أي قوة محلية برية أخرى، لأن الضربات الجوية وحدها غير كافية"، مرجحًا أن ذلك "قد يتم تنفيذه بشكل سري، عبر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أو الموساد
الإسرائيلي".
لكنه شدد على أن "واشنطن لا تصمت"، مضيفا أن "الحكومة الأميركية، بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، ستواصل إدانة الحوثيين، وتوفير الدفاع الجوي والصاروخي للسفن التجارية، والضغط على إيران والصين لوقف مساعدتهما للحوثيين، وغير ذلك".
وختم حديثه بالتأكيد على أن "الحل طويل الأمد يتطلب مواجهة الحوثيين على الأرض".
لا مؤشرات حتى الآن
بدوره، قال مساعد
وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية، مارك كيميت، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه لا توجد مؤشرات على الأرض لتحرك عسكري أمريكي ضد الحوثيين بعد استئناف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وأوضح "كيميت" الذي سبق أن شغل أيضا منصب نائب
وزير الدفاع لشؤن
الشرق الأوسط سابقاً، أن استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لن تشهد تغييرًا على المدى المنظور، وبالتالي فلن تكون هناك احتمالية لحملة عسكرية واسعة سواءً أمريكية أو بمشاركة دولية.