يصادف اليوم الذكرى الـ105 لرحيل الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، التي رحلت عن عمر ناهز 94 عامًا في عام 1920، بعدما شغلت العالم بجمالها وفتنتها، وألهمت قصتها خيال المؤرخين والكتّاب، خاصة بعلاقتها المثيرة للجدل مع الخديوي
إسماعيل، حاكم مصر بين عامي 1863 و1879.
وبحسب العديد من الروايات التاريخية، وقع الخديوي إسماعيل في غرام الإمبراطورة
الفرنسية ذات الأصول
الإسبانية منذ أن التقاها، وسعى لإبهارها بمظاهر البذخ والثراء، فشيّد لها قصرًا فخمًا في حي الزمالك بلغت كلفة بنائه آنذاك نحو مليون جنيه
مصري، وهو ما يعادل اليوم مليارات الدولارات. وقد جلب أمهر المعماريين من
إيطاليا وفرنسا ليجمعوا في تصميم
القصر بين طراز "توليري دي باري" حيث كانت تقيم أوجيني، وقصور الأندلس مسقط رأسها.
وزارت أوجيني مصر في عام 1869 كضيفة شرف لحفل افتتاح قناة السويس، ووصلت قبل الحفل بثلاثة أسابيع. وقد تحوّلت المناسبة إلى مهرجان عالمي استثنائي، حضره كبار النبلاء والملوك والشخصيات البارزة من شتى بقاع الأرض. لكن الحفل، الذي كان رمزًا للترف، ساهم في تفاقم الديون
المصرية، حتى كاد يُغرق الخزينة العامة.
وذكرت المصادر أن نابليون الثالث استشاط غضبًا حين سمع بأخبار العلاقة بين زوجته والخديوي إسماعيل، فأرسل يطلب عودتها
إلى باريس فورًا. وبحسب ما يروى، فقد ودّعها إسماعيل بهدية استثنائية: غرفة نوم مصنوعة بالكامل من
الذهب الخالص، كانت داخل جناحها الخاص على متن الباخرة التي أقلّتها إلى
فرنسا.
ووُلدت أوجيني في 5 أيار 1826 باسم "ماريا أوجينيا إغناسيا أغوستينا دي
بالا"، وتزوجت من نابليون الثالث عام 1853. ظلت إمبراطورة فرنسا حتى سقوط زوجها عن العرش في 4 أيلول 1870. بعد الإطاحة بالإمبراطورية، انتقلت للعيش في منفى هادئ بإنكلترا، حيث كرّست ما تبقى من حياتها لإحياء ذكرى زوجها والدفاع عن إرث الإمبراطورية.
ورحلت أوجيني في 11
تموز 1920، لكنها بقيت حاضرة في الذاكرة التاريخية كرمز للجمال والسطوة والعلاقات العابرة للحدود التي صاغت جزءًا من تاريخ الشرق والغرب. (ارم نيوز)