Advertisement

خاص

انفجار السويداء: اختبار دموي لتقارب دمشق وتل أبيب

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
15-07-2025 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1391496-638881690191734281.jpg
Doc-P-1391496-638881690191734281.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تشهد محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، واحدة من أكثر اللحظات توترًا منذ اندلاع الحرب السورية. فالتصعيد الأخير بين بعض الفصائل المحلية الدرزية والنظام السوري، وتحديدًا الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس السوري أحمد الشرع، لا يمكن اعتباره حدثًا محليًا معزولًا عن التطورات الإقليمية. فالمعركة، وإن كانت محدودة جغرافيًا، تحمل في طياتها رسائل أبعد من الجغرافيا وتفتح الباب أمام قراءة سياسية عميقة.
Advertisement

بحسب مصادر مطّلعة، فإن الشرع يتجه نحو حسم خياراته الإقليمية عبر تقارب متسارع مع تل أبيب، في إطار تفاهمات جديدة تُطبخ بهدوء بين الطرفين. هذا التقارب، وإن لم يُعلن رسميًا بعد، بدأت تظهر مؤشراته من خلال محاولات ترتيب الوضع في الجنوب السوري، وتحييد الفصائل المحلية، خصوصًا في السويداء التي بقيت إلى حد كبير خارج سيطرة النظام، وكانت تشكّل توازنًا حساسًا مرتبطًا بالتعقيدات الإقليمية والدولية، لا سيما الحضور غير المعلن لـ "الغطاء الإســرائيلي" على المجتمع الدرزي هناك.

انفجار المواجهة في السويداء جاء كـ جسّ نبض واضح: هل لا تزال إســرائيل مستعدة لتوفير الغطاء للمجتمع الدرزي إذا قرر الشرع فرض سطوته بالقوة؟ أم أن الشرع حصل على ضوء أخضر ضمني لإنهاء التمرّد الدرزي، تمهيدًا لترسيخ سلطة النظام بشكل كامل على الجنوب السوري ضمن تسوية أوسع؟

المؤشرات الميدانية تفيد بأن الفصائل الدرزية تواجه وحيدة من دون أي تدخل إقليمي أو دعم خارجي، وهو ما يعزز فرضية أن ما جرى لم يكن عفويًا، بل قد يكون رسالة مزدوجة: من النظام إلى الداخل بأنه قادر على فرض هيبته، ومن تل أبيب إلى دروز سوريا بأن "الغطاء ليس دائمًا".

وعليه، لا يمكن عزل ما جرى في السويداء عن المشهد الإقليمي. فالتقارب السوري الإســرائيلي، وإن بقي خلف الكواليس، بدأ ينعكس على الأرض، سواء عبر التهدئة في الجنوب أو عبر إعادة تموضع القوى المحلية.

السؤال الآن: هل ما جرى هو بداية تسوية أم بداية تصفية حسابات؟ وما هو مصير التوازن الهش في الجنوب بعد هذا التحوّل المفصلي؟ الأيام المقبلة ستحمل الجواب، لكن المؤكد أن السويداء لم تعد بمنأى عن التحولات الكبرى.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash