قال البروفيسور أمازيا برعام، الخبير
الإسرائيلي في شؤون
الشرق الأوسط في جامعة حيفا، إن محاولات تعزيز التعاون الأمني بين
سوريا وإسرائيل تواجه حاليًا تحديًا كبيرًا، على خلفية التطورات الأخيرة في محافظة السويداء وما وصفه بـ"العقبة الدرزية المعقدة"، وفق ما نقلته صحيفة معاريف العبرية.
وبحسب برعام، فإن هذه الأزمة تعكس عمق التعقيدات التي ستواجه أي مرحلة انتقالية في "سوريا ما بعد
الأسد"، مشيرًا إلى أن الرئيس السوري الحالي، أحمد
الشرع، يُبدي انفتاحًا تجاه التعاون مع الغرب، بل ومع
إسرائيل أيضًا، وهو ما قد يفتح الباب أمام تنسيق محتمل بين الطرفين في مواجهة ميليشيا
حزب الله اللبنانية.
ورأى برعام أن خيارات إسرائيل تبقى محدودة، فهي لا تملك القدرة أو الرغبة في التورط في احتلال جنوب سوريا، خصوصًا في ظل التحديات العسكرية المستمرة، لا سيما في
قطاع غزة الذي وصفه بـ"الجرح المفتوح". وبالتالي، فإن أقصى ما يمكن لإسرائيل أن تقوم به هو تدخل مدروس وذو طابع محدود.
واقترح برعام حلًّا سياسيًا طويل الأمد يبدأ بمنح
الدروز نوعًا من الحكم الذاتي المحدود في السويداء، يترافق مع انسحاب كامل للجيش السوري من المنطقة، مع إبقاء دوريات للشرطة الحكومية المسلحة بشكل خفيف، تشارك فيها عناصر درزية ترتدي زيًا يوحي بالوحدة الوطنية
السورية.
وختم بالقول إن هذا الترتيب من شأنه تهدئة مخاوف المجتمع الدرزي، وتثبيت رمزي لسيادة
دمشق على المنطقة، في إطار تفاهمات قد تفتح الباب أمام إعادة رسم التوازنات في الجنوب السوري. (ارم نيوز)