في ظل تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة داخل الأراضي الروسية، تشهد البلاد موجة متنامية من انقطاعات الإنترنت، طالت حتى الآن أكثر من 70 منطقة، ما تسبب في اضطراب واسع في حياة المواطنين، وطرح تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذه القيود.
ففي مدينة روستوف أون دون
جنوب روسيا، تحوّلت أغنية ساخرة نشرها مدوّن محلي يُدعى
بافيل أوسيبيان إلى ظاهرة على إنستغرام، بعد أن لخصت بعبارات بسيطة معاناة السكان مع ضعف الإنترنت: "لدينا
إنترنت حتى الساعة الثانية عشرة، ومؤخرًا انقطع تمامًا. لا داعي للغضب، فقط اعتد على الأمر."
لكن الأزمة ليست محصورة في هذه المدينة. إذ شهدت عشرات المناطق الروسية منذ أيار انقطاعات واسعة في خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، وأحيانًا في شبكات الواي فاي، تبررها السلطات باعتبارها إجراءً وقائيًا ضد الطائرات
الأوكرانية المسيّرة التي قد تستخدم الشبكات لاستهداف منشآت عسكرية.
وبحسب منظمة "نا سفيازي"، فإن الانقطاعات امتدت إلى 73 من أصل 80 منطقة روسية حتى منتصف
تموز، فيما أعلنت 41 منطقة عن اضطرابات في خدمة النطاق العريض، في حين فرضت قيود إضافية على الاتصالات الأرضية في ست مناطق أخرى.
وقالت
وزارة العدل الروسية إن هذه التدابير "ضرورية"، فيما أكد المتحدث باسم
الكرملين دميتري بيسكوف أن الإجراءات ستستمر "طالما دعت الحاجة"، معتبرًا أنها تأتي في إطار "أولوية حماية سلامة المواطنين".
لكن خبراء في مجال الحريات الرقمية يحذرون من تداعيات بعيدة المدى، ويعتبرون أن الإغلاقات الحالية قد تشكّل سابقة تفتح الباب أمام السلطات لمزيد من السيطرة على الإنترنت. وعلّقت أناستاسيا جيرمونت، مديرة السياسات في منظمة "أكسس ناو"، قائلة: "هذه الإجراءات تحت ستار الأمن تمنح الحكومة شرعية لقمع الاتصال الرقمي على نطاق أوسع". (independent)