Advertisement

خاص

تقرير لـ"Responsible Statecraft" يتحدث عما يخطئ الغرب في فهمه بشأن إيران.. وهذا ما كشفه

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
22-07-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1394898-638887712302899645.jpg
Doc-P-1394898-638887712302899645.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "في الوقت الذي كان يستعد فيه المسؤولون الإيرانيون للجولة السادسة من المفاوضات مع نظرائهم الأميركيين بشأن البرنامج النووي الإيراني، شنت إسرائيل ضربة عسكرية مفاجئة. وبدلًا من إدانة الهجوم، وقفت الولايات المتحدة وأوروبا متفرجتين. ووصف المستشار الألماني ما حدث بأنه "العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعًا". وقد عززت هذه اللحظة ما آمن به القادة الإيرانيون منذ زمن طويل: أن العالم يطالبهم بالاستسلام، ويتركهم وشأنهم، معرضين لخطر الخيانة والغزو الدائم. ما لم يبدأ الغرب بفهم التاريخ الإيراني، فسيستمر في إساءة فهم أفعال طهران. فما يبدو غالبًا عدوانًا أو عنادًا من الخارج، هو في أذهان صناع القرار الإيرانيين عمل دفاعي راسخ في الذاكرة الوطنية".
Advertisement

وبحسب الموقع، "لقرون، عاشت إيران في ظلّ الغزو والخيانة والعزلة، وكل فصل من تاريخها الحديث عزز الاستنتاج عينه لدى قادتها: بغض النظر عمّن يجلس إلى طاولة المفاوضات نيابةً عن إيران، سواءً أكان إصلاحيًا أم معتدلًا أم متشددًا، فإن على البلاد الاعتماد على نفسها فقط. الأمر ليس مسألة جنون العظمة، بل غريزة البقاء. لم يبدأ هذا الشعور في عام 2025 مع الهجمات الإسرائيلية، أو حتى في عام 1980 مع غزو صدام حسين. لقد تشكلت إيران بفعل صدمة تمتد لأكثر من ألف عام من غزو الإسكندر الأكبر لبلاد فارس في القرن الرابع قبل الميلاد، والغزو العربي في القرن السابع، والغزوات المغولية في القرن الثالث عشر، والاعتداءات التركية والآسيوية الوسطى المتكررة. وفي القرون الأخيرة، خسرت أراضيها في الحروب الروسية الفارسية، واحتلتها قوات الحلفاء في الحربين العالميتين، رغم إعلانها الحياد. وواجهت إيران مرارًا وتكرارًا قوات أجنبية على أراضيها، وفي كل مرة، لم يأتِ أحد للمساعدة".

وتابع الموقع، "هذه الندبة التاريخية العميقة تُفسر قرارات القادة الإيرانيين أكثر مما يُفسرها أي خطاب. ولهذا السبب لا يعتبرون الاعتماد على الذات عسكريًا عدوانًا، بل ضمانًا. ولهذا السبب ينظرون إلى الدبلوماسية بريبة، ولهذا السبب يتردد حتى المعتدلون في طهران في الثقة بالنوايا الغربية. وفي العصر الحديث، كانت هناك على الأقل أربع خيانات كبرى ارتكبتها الولايات المتحدة، والتي لا تزال تؤكد خوف إيران من الازدواجية الأجنبية. أولاً، انقلاب عام 1953 ضد رئيس الوزراء محمد مصدق، بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وجهاز المخابرات البريطاني (MI6).  ثانيًا، بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، ساعدت إيران سرًا الولايات المتحدة في حملتها ضد طالبان، من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية، والتعاون مع القوات المناهضة لها، ودعم تسوية ما بعد الحرب في أفغانستان. وبعد أسابيع قليلة، وُصفت بأنها جزء من "محور الشر" الذي أعلنه الرئيس جورج دبليو بوش".

وأضاف الموقع، "الخيانة الثالثة تتعلق بالاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). ففي عام 2018، انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق بشكل أحادي، وأعاد فرض عقوبات مُشلّة، أشد من تلك التي كانت سارية قبل الاتفاق. رابعا، كانت الخيانة الأحدث والأكثر أهمية ربما في حزيران 2025. فبعد خمس جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، بوساطة سلطنة عمان، تم تحديد موعد لجولة سادسة. تمسك الجانبان بمواقفهما الثابتة، لكنهما بقيا على طاولة المفاوضات. وسعت إيران إلى الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، في المقابل، طالبت الولايات المتحدة في نهاية المطاف بعدم تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية. ورغم الجمود، أُحرز تقدم حذر، بناءً على تصريحات الجانبين بعد كل جولة من المحادثات. ثم، في صباح 13 حزيران 2025 شنّت القوات الإسرائيلية هجومًا غير مسبوق على إيران، هاجمت فيه مواقع نووية وقتلت مدنيين. لم تكن هذه طلقات تحذيرية رمزية، بل كانت ضربات قاسية ومنسقة، توقيتها دقيق لعرقلة الجهود الدبلوماسية".

وبحسب الموقع، "لكن إسرائيل لم تتحرك بمفردها. فبينما كان الهجوم الإسرائيلي الأولي أحادي الجانب، سرعان ما تبعته ضربات أميركية. أسقطت قاذفات الشبح الأميركية قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على فوردو ونطنز. وقبل أيام، دعا الرئيس ترامب إيران إلى "استسلام غير مشروط". وبعد الضربات، أشاد بالعملية علنًا، وأعلن نجاحها، وحذّر من أن على إيران "التوصل إلى السلام أو مواجهة المزيد من الهجمات"، مضيفًا أن "هناك العديد من الأهداف المتبقية" إذا رفضت إيران التخلي عن أجزاء رئيسية من برنامجها النووي. في طهران، ليس من غير المنطقي الاعتقاد بأن الانخراط الدبلوماسي الأميركي لم يكن مُخططًا له أن ينجح. صحيح أن المفاوضات كانت حقيقية، لكن النوايا الكامنة وراءها تبدو الآن مشبوهة. وبالنسبة للقادة الإيرانيين، بدا الدرس جليًا: قد يتحدث الغرب بلغة الحوار، لكنه يتصرف بلغة القوة والعنف. إذن، ما الذي ينبغي للغرب أن يتوقعه الآن؟"

ورأى الموقع أنه "لا يهم من يحكم إيران. فالقيادة، بغض النظر عن ميولها، تشترك في اعتقاد راسخ: لا يمكن الوثوق بالغرب في الوفاء بوعوده، أو الوفاء باتفاقياته، أو احترام السيادة الإيرانية. هذا لا يعني أن إيران متصلبّة أو غير قادرة على التفاوض، لكن نقطة انطلاقها ليست الثقة، بل الحذر. وقد ازداد هذا الحذر مع مرور الوقت، لا سيما مع لجوء الغرب المتكرر إلى ما يسميه "بدائل" للدبلوماسية. إذا أراد الغرب نتيجة مختلفة مع إيران، فعليه التوقف عن التظاهر بالتعامل معها من الصفر. بالنسبة لإيران، فهي تتبع المسار التالي: أنتم وحدكم، فتصرفوا بناءً على ذلك. وحتى يتم تعطيل هذا السردية، ليس بالضربات الجوية، بل بالتزامات مستدامة وموثوقة، سيواصل قادة إيران القيام بالضبط بما علمهم التاريخ أن يفعلوه: المقاومة". 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban