ألقى العلّامة
السيد علي فضل الله كلمة خلال اللقاء التدريبي للمشرفين الرعائيين في مؤسسات جمعية المبرات الذي أُقيم في قاعة مسرح ثانوية الكوثر، عبّر في مستهلها عن شكره وتقديره للدور الذي يقوم به المشرف الرعائي في جمعية المبرّات الخيرية، مشيرا إلى أن" هذا الدور هو من أبرز الأدوار، لا سيما في ظلّ الظروف الصعبة التي نعيشها، رغم ما قد يتعرض له من ضغوط ومخاطر".
وخاطب المشرفين الرعائيين قائلا: "أحيي فيكم هذه العزيمة، وهذا الثبات، وهذا التصميم على متابعة رسالتكم الإنسانية في رعاية الأيتام، والاهتمام بهم ومساندتهم حتى إيصالهم إلى برّ الأمان، من خلال تحصينهم وتمكينهم من مواجهة التحديات والآفات التي قد تعترض طريقهم ومسيرتهم في الحياة".
وقدّر "الروحية الإيمانية والأخلاقية والإنسانية التي تنطلقون منها في مواكبتكم للأيتام"، مؤكداً " أهمية هذه المؤسسات في حماية هذه الشريحة من المجتمع، عبر تنشئتها على القيم الأخلاقية والتربوية، وتحصينها بالعلم والوعي، وغرس ثقافة حب الوطن، والانفتاح، وقبول الآخر، لتكون قادرة على مواجهة التحديات والإغراءات".
ولفت إلى ضرورة" أن نكون في حالة استنفار دائم لمواكبة أبناء الأيتام ورعايتهم داخل المؤسسة وخارجها، لضمان تربيتهم تربية إسلامية منفتحة، بعيدة عن الغلوّ والتعصّب والانغلاق".
وتابع: "كنّا أصحاب حضارة عريقة استفاد منها العالم بأسره، لكننا انشغلنا - أو شُغلنا - بالصراعات والانقسامات، ما أدى إلى اضمحلال هذه الحضارة، حتى تحولت بلداننا فريسة لأطماع القوى المستكبرة التي تنظر إليها كبقرة حلوب تسعى لنهب ثرواتها وإمكاناتها. ومن المؤلم أنه في مواجهة المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها أكثر من بلد من بلداننا على مستوى الوجود والمصير، فإننا نشهد انكفاء وهروبا من أغلب دولنا عن تحمل مسؤولياتها القومية والإسلامية والوطنية لتصنع تاريخاً مأساويا يعاكس
المحطات المشرقة من تاريخنا، وحيث واجبنا اليوم أن نعمل معاً لاستعادة موقع هذه الأمة وتاريخها ومجدها".
وختم كلامه ب"تأكيد مواصلة سياسة مدّ الجسور والتواصل، وعدم الانجرار وراء العصبيات التي لا تبني أوطانا محذرا من أن نمارس سياسات تقسيمية لا يستفيد منها سوى
الكيان الصهيوني"، داعياً إلى أن تكون "رسالتنا دوماً رسالة الوحدة، والانفتاح، والعيش المشترك في مواجهة، مشاريع التفتيت والانغلاق والفدرلة، فـوحدتنا هي السلاح الأمثل لحفظ هذا الوطن وهذه الأمة من كل الاخطار التي تحدق به ومن خلال ذلك نحمي منطقتنا من ان تصل إليها نار الفتن والاقتتال التي تنتشر في أكثر من ساحة من ساحاتنا".