ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أنه "إذا أثبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب شيئًا واحدًا، فهو أنه يعرف كيف يرسل رسالة. والسبب وراء الصدى القوي لشعاري "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" و"السلام بالقوة" اللذين أُعيد إحياؤهما مؤخرًا هو أن ناخبي ترامب يريدون بالفعل أميركا عظيمة على الساحة العالمية، كما أنهم يدركون أن استعراض القوة الحاسم ضروري أحيانًا لتحقيق السلام. وليس من المستغرب أن يتبين أن ترامب يعرف ناخبيه أكثر بكثير من المعلقين الانعزاليين الذين، متذرعين بـ"ضبط النفس"، يروجون لرواية زائفة عن تراجع أميركا. وبينما يدرس الرئيس الأميركي كيفية الرد على رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستمر للسعي إلى السلام، عليه أن يثق في أن ناخبيه يدعمونه في اتخاذ إجراء حاسم لإجبار نظيره الروسي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وبحسب الموقع، "في أعقاب الضربات الناجحة على البرنامج
النووي الإيراني، أجرى "تحالف فاندنبرغ" استطلاعا للرأي لتحليل آراء الناخبين المؤيدين لترامب بشأن دور أميركا في العالم والتهديدات التي يشكلها خصومنا من القوى العظمى. وأظهرت النتائج بشكل قاطع أن ناخبي ترامب يؤيدون بأغلبية ساحقة القيادة الأميركية القوية والمبدئية والاستباقية في العالم. والجدير بالذكر أنه من بين مختلف فئات ناخبي ترامب الذين شملهم الاستطلاع، أبدى ناخبو "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" تأييدًا أكبر لهذا النهج مقارنةً بمن يصنفون أنفسهم كمحافظين تقليديين أو معتدلين. وأظهر الاستطلاع أيضا أن ناخبي ترامب يدركون التهديد الكبير الذي تواجهه
الولايات المتحدة من جانب خصومها من القوى العظمى، أي
الصين وروسيا وإيران، وهم يؤيدون بشدة ضمان بقاء الولايات المتحدة القوة العالمية المهيمنة".
وتابع الموقع، "من الواضح أن ناخبي ترامب لا يتأثرون بفكرة أن سياسة خارجية أميركية حازمة ستؤدي حتمًا إلى سيناريو "حرب لا نهاية لها" على غرار العراق، أو ما هو أسوأ من ذلك، حرب عالمية ثالثة. ورغم أنهم قد لا يؤيدون المخاطرة بأرواح
الأميركيين في حروب طويلة من أجل أهداف غامضة، مثل تعزيز الديمقراطية، فإن ناخبي ترامب يدركون أن الدفاع عن مصالح أميركا وحرياتها يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الخصوم لتحييد التهديدات. ومع أن القوة العسكرية، ولحسن الحظ، ليست دائمًا هي المطلوبة، إلا أنه في حالة ضربات الرئيس الأميركي على
إيران، يُدرك ناخبو ترامب أنه بذل في ليلة واحدة جهودًا أكبر لحماية مصالح أميركا الذاتية من عقدٍ من المفاوضات المُتعثرة التي ترأستها إدارتا أوباما وبايدن. كما ويُدرك ناخبو ترامب أن العالم مكانٌ مُعادٍ، وأن أميركا لا يُمكن أن تكون عظيمةً وقويةً بالانسحاب من التهديدات الخارجية".
وبحسب الموقع، "عند توليه منصبه، أعطى الرئيس ترامب الأولوية للدفع نحو تسوية تفاوضية لإنهاء القتال في
أوكرانيا. ورغم أن هذا السيناريو قد لا يرضي البعض، إلا أن التسوية التفاوضية تظل النتيجة الأكثر ترجيحًا. لن تحصل أوكرانيا على كل ما تستحقه، ولكن نأمل أن تحصل على كل ما تستطيع الحصول عليه واقعيًا. وتكمن المشكلة في أن بوتين لم يُبدِ أي رغبة في إنهاء القتال فحسب، بل صعّد أيضًا من العنف والوحشية رغم المكاسب الإقليمية الضئيلة في ساحة المعركة. وقد ساهمت أساليب "الإرهاب الجوي" الروسية المتزايدة في زيادة الخسائر المدنية
الأوكرانية بنسبة 37% في الفترة بين كانون الأول 2024 وأيار 2025، بينما أطلقت
روسيا في حزيران 2025 عددًا قياسيًا من الطائرات من دون طيار وأكثر من 330 صاروخًا، بما في ذلك ما يقرب من 80 صاروخًا باليستيًا".
وتابع الموقع، "إن استهتار بوتين القاسي بالحياة البشرية يمتد حتى إلى مواطنيه، حيث وصلت خسائر القوات الروسية الآن إلى حوالي 40 ألف جندي شهريًا ومليون جندي إجمالاً منذ عام 2022. وعلى الرغم من كل هذه المعاناة، تمكنت روسيا من الاستيلاء على 0.4% فقط من الأراضي الأوكرانية في عام 2024، و0.2% فقط حتى الآن في عام 2025. ومن أجل دفع روسيا إلى طاولة المفاوضات ووقف عنف بوتين غير المبرر، ينبغي على ترامب اتباع استراتيجية "السلام من خلال
العقوبات". في الواقع، لقد أعادت روسيا توجيه اقتصادها لخوض هذه الحرب، مُنشئةً حوافز مالية للشخصيات والصناعات المؤثرة لدعم وحشية بوتين المستمرة، ويُعدّ إلغاء هذه الحوافز المالية نقطة ضغط حاسمة لإجبار بوتين على أخذ مفاوضات السلام على محمل الجد".
وأضاف الموقع، "للتوضيح، العقوبات ليست حلاً سحريًا، ولن تمنح أوكرانيا نصرًا مطلقًا. مع ذلك، يمكنها أن تمارس ضغطًا فعالًا على بوتين لبدء مفاوضات السلام بجدية. وتُعدّ تصريحات ترامب الأخيرة الداعمة لتشديد العقوبات على روسيا، بما في ذلك العقوبات الثانوية على الدول التي تشتري النفط والغاز الروسيين، مؤشرًا إيجابيًا".