Advertisement

عربي-دولي

ألمانيا تسلّح تركيا: تحوّل في فلسفة الأمن الأوروبي

Lebanon 24
24-07-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1396068-638889760921968999.png
Doc-P-1396068-638889760921968999.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب موقع "ارم نيوز":
 
أعلنت ألمانيا رفع "الفيتو" عن صفقة تسليم طائرات "يوروفايتر" المقاتلة إلى تركيا، منهية بذلك عامين من الجمود الدبلوماسي والعسكري بين البلدين، في تحول يصفه مراقبون بـ "نقطة تحوّل إستراتيجية"، لا يعكس فقط تغيّراً في موقف برلين، بل يشير إلى تحوّل أوسع في فلسفة الأمن الأوروبي، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا.
Advertisement


ويرى مراقبون وصحف فرنسية أن القرار يكشف أن البراغماتية الجيوسياسية باتت تتقدم على المبادئ الأخلاقية التي لطالما وجّهت سياسات التصدير الدفاعي الألماني.

وفي حديثه لموقع "إرم نيوز"، يرى الدكتور جيوم ديفان، الأستاذ الفخري وعالم السياسة في مركز شؤون الدفاع الأوروبي التابع للمعهد  الفرنسي للعلاقات الدولية، أن هذا القرار "يمثل لحظة مفصلية في مسار السياسة الدفاعية الأوروبية"، موضحاً أنه يكشف عن تغيّر جذري في مقاربة الاتحاد الأوروبي لمفاهيم الأمن والتحالفات والبراغماتية السياسية في عالم ما بعد الحرب في أوكرانيا.

وأشار ديفان إلى أن ألمانيا، ومنذ نهاية الحرب الباردة، تبنّت سياسة تصدير حذرة قائمة على ما يُعرف بـ"الدبلوماسية الأخلاقية"، رافضة بيع السلاح للدول ذات السجل السيئ في حقوق الإنسان أو المشاركة في النزاعات، غير أن الحرب الروسية في أوكرانيا، والتحولات الإقليمية المتسارعة، أدت إلى تآكل هذا النموذج الأخلاقي التقليدي.

ورغم الانتقادات الموجهة لسياسات أنقرة الداخلية، شدّد ديفان على أن تركيا تبقى عنصراً محورياً في هيكلية حلف شمال الأطلسي، وتمثل حجر زاوية في حماية الجناح الجنوبي الشرقي للحلف، لا سيما مع تصاعد التوترات مع روسيا، واضطرابات شرق المتوسط.

وقال ديفان إن تسليح  تركيا لا يُنظر إليه اليوم كدعم لنظامها السياسي، بل كاستثمار مباشر في أمن الناتو، وبالتالي أمن أوروبا، مضيفاً أن القرار الألماني يعكس تحوّلاً جوهرياً في النظرة الأوروبية للدفاع، حيث لم تعد القيم وحدها كافية، بل بات الأمن الجماعي أولوية، وإن تطلب ذلك التعاون مع أنظمة تُوصف بالسلطوية.

ويشير إلى أن أوروبا باتت أكثر وعياً بضرورة بناء سياسة دفاعية واقعية تستند إلى الوقائع الجيوسياسية وتحالفات فعالة، وليس إلى المثاليات فقط، مبيناً أن "تركيا، رغم التحفظات، لا يمكن استبعادها من معادلة الأمن الأوروبي"، بحسب تعبيره.

وفي هذا السياق، لفت ديفان إلى أن القرار  الألماني يحمل أيضاً رسالة مزدوجة: أولاً، أن الاتحاد الأوروبي بصدد العودة إلى الواقعية السياسية في سياساته الخارجية، وثانياً، أن هناك حاجة ملحّة لإعادة هيكلة الصناعات الدفاعية الأوروبية لجعلها أكثر تكاملاً ومرونة في مواجهة التحديات العالمية المتغيرة.

وتابع: "هذه الخطوة تحمل كذلك رسالة غير مباشرة إلى واشنطن، مفادها أن أوروبا قادرة على اتخاذ قرارات إستراتيجية مستقلة داخل منظومة الناتو، حتى لو تعارضت مع المبادئ الأخلاقية التي طالما حكمت توجهاتها".

ووصف المرحلة الحالية بأنها "مرحلة انتقالية" تشهد فيها أوروبا تحوّلاً من كونها "قوة مدنية" إلى "قوة جيوسياسية" قادرة على التوفيق بين القيم والمصالح.

وأكد أن "ما حصل ليس مجرد صفقة سلاح، بل هو إعادة تعريف لدور أوروبا في النظام الدولي، حيث أصبحت البراغماتية والأمن الجماعي حجر الزاوية في أي سياسة خارجية ناجحة".

وبموجب الاتفاق الجديد، ستتسلم أنقرة 40 طائرة مقاتلة من طراز "يوروفايتر"، في خطوة اعتبرتها تركيا بداية "عهد جديد"، بحسب ما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي رأت أن القرار يمثل تحوّلاً بارزاً في السياسات الدفاعية الألمانية ويعيد برلين إلى نهج أكثر براغماتية في علاقاتها الدولية. (ارم نيوز)

مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك