نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً نقلت فيه تفاصيل خطة وضعها أحد الخبراء الإسرائيليين بشأن الحرب في غزة المستمرة منذ تشرين الأول 2023.
ووفقاً للتقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24"، فقد قدّم إيال عوفر، الخبير في شؤون حركة "
حماس" الإقتصادية، اقتراحاً يقولُ إنه سيسمح لإسرائيل بالإنسحاب الكامل من
قطاع غزة وإلغاء مسؤوليتها الإنسانية، والعمل عسكرياً بحريَّة وفقاً لاحتياجاتها.
وذكر عوفر أنَّ
إسرائيل بحاجة إلى تغيير جذري في سياستها تجاه غزة مع وجوب اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من ناحية تل أبيب من دون عقد أي اتفاقات، مُعتبراً أنَّ الاتفاقات مع حماس والوسطاء والأوروبيين لا تخلق سوى القيود ولا تقدم أي ميزة في أي قضية".
ويشير عوفر، وفق خطته، إلى أنه على إسرائيل ألا تتولى متابعة أو مراقبة أي نشاط يتعلق بالمساعدات التي يجري تقديمها لسكان قطاع غزة، مشيراً إلى أن المنطقة التي سيتم اعتبارها "منطقة إنسانية" يجب أن تكون بعيدة عن أي سيطرة إسرائيليّة.
وطرح عوفر إخلاء الجيش
الإسرائيلي منطقة جنوب قطاع غزة بالكامل بما في ذلك رفح ومحور فيلادلفيا ومركز مدينة خان يونس والانسحاب شرقاً إلى المحيط الأمني الخالي من السكان، على أن تتحرك القوات
الإسرائيلية شمال القطاع تقريباً في محور كيسوفيم.
وتحدّث عوفر عن إعادة المنطقة الساحلية الممتدة من دير البلح وجنوب غزة بالكامل لتكون منطقة إنسانية، ولكن هذه المرة متصلة براً مباشرة بالحدود
المصرية ومعبر رفع، حيث لا يكون هناك أي إشراف إسرائيلي إطلاقاً، وهو أمر يشمل عدم زرع كاميرات مراقبة ولا تفتيش شاحنات ولا أي شيء آخر.
كذلك، ذكر عوفر أنه على إسرائيل أن توضح أنها ستتصرف عسكرياً بأي طريقة تراها مناسبة ضد أي تهديد للجبهة الداخلية الإسرائيلية قد ينشأ في جنوب قطاع غزة، وهذا يشمل النشاط ضد التهريب، بناء الأسلحة والنبى التحتية، فضلاً عن
القضاء على أي شخص شارك في الماضي أو الحاضر في الحرب أو دعم الحرب ضد إسرائيل، بما في ذلك استخدام أو بناء البنية التحتية المدنية التي قد تستخدمها حركة "حماس" في غزة خلال حربها ضد إسرائيل.
وضمن خطته، اقترح عوفر أيضاً أن تغلق إسرائيل بشكل دائم، كل المعابر المؤدية إلى قطاع غزة وعلى رأسها معبر كرم أبو سالم، مشيراً إلى أن مرور موظفي
الأمم المتحدة إلى غزة لن يكون ممكناً من إسرائيل بل عليهم الاتجاه إلى مصر، وتابع: "إن
وزارة الخارجية الإسرائيلية هي التي ستقول لمصر إن منع تهريب الأسلحة إلى غزة عبر سيناء هو مسؤولية تقع على عاتقها وليست مسؤولية إسرائيل مراقبة فيلادلفيا. كذلك، فإن الحدود بين غزة ومصر مسؤولية
مصرية، وإغلاق جميع المعابر من إسرائيل يهدف إلى توضيح أن كل ما عُثر عليه في غزة جاء من مصر".
ويقول عوفر، وفق مقترحه، إن إسرائيل ستركز نشاطها العسكري البري الذي بدأته على شمال قطاع غزة، طارحاً إعلان المنطقة الواقعة شمال محور نتساريم (بما فيها المحور) منطقة أمنية خاصة، وأضاف: "كذلك، يجب على الجيش الإسرائيلي إصدار أمر إجلاء شامل لسكان المنطقة، مع توفير كل المساعدات الإنسانية اللازمة لهم في جنوب قطاع غزة، على أن لا يُسمح بدخول أي مساعدات إلى شمال القطاع".
وتابع: "بعد إخلاء شمال قطاع غزة بالكامل من السكان واحتلاله من قبل الجيش الإسرائيلي، ستوضح إسرائيل الأجزاء التي ستبقى، بشكل دائم، كمنطقة أمنية في شمال قطاع غزة، وهي تشمل مساحة لا تقل عن 3 كيلومترات على الحدود الشمالية وحوالى 1.5 كيلومتر على الحدود الشرقية لقطاع غزة. أما التبادل الوحيد الذي ستعرضه إسرائيل وهو إعادة مدينة غزة في مقابل عودة
النازحين من جنوب قطاع غزة حتى عودة جميع المختطفين الإسرائيليين".
وزعم عوفر أنَّ قيادة "حماس" بقيادة عز الدين الحداد، تعمل في غرب مدينة غزة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحصل بسبب قوافل الإمدادات، وأضاف: "ليس من الممكن السيطرة على غزة بأكملها، لكن المبدأ المهم هو أنه لا يجب أن يوجد أي غزاوي واحد في الأراضي الخاضعة لإسرائيل.. يجب أن تكون كل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة خالية من السكان".