Advertisement

خاص

هل بدأت رؤية إدارة ترامب لتشكيل الشرق الأوسط بالقوة تتصدّع؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
29-07-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1397904-638893845364320819.jpeg
Doc-P-1397904-638893845364320819.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحاول إعادة تشكيل الشرق الأوسط بعد شن ضربات على إيران الشهر الماضي، حيث اعتمدت استراتيجية تتميز بـ "السلام من خلال القوة" و"التجارة، وليس الفوضى". ورغم أن هذا النهج يُقدَّم باعتباره عملياً، فإنه ينطوي على مخاطر زعزعة استقرار المنطقة لصالح تعظيم المزايا العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة وإسرائيل. يعتبر ترامب نفسه "خبيرًا في صنع الصفقات"، معتقدًا أن الضربات العسكرية المحسوبة تخلق نفوذًا لتحقيق مكاسب دبلوماسية، وخاصة من خلال الضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات. وتُركّز استراتيجيته على استخدام القوة العسكرية الساحقة، وإن كانت قصيرة المدى، لتحقيق أهداف محددة، متجنبةً بذلك التورط لفترات طويلة أو "الحروب الأبدية". كما تُمثّل رفضًا لبناء الدول، مُلقيةً عبء الاستقرار الإقليمي على عاتق الشركاء المحليين".
Advertisement

وبحسب الموقع، "رغم تراجع الأهمية الاستراتيجية لموارد الطاقة في الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة، إلا أن المنطقة لا تزال بالغة الأهمية، وربما أكثر في ظل الإدارة الحالية. وكما ذكرت مجلة "Med This Week"، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تُشكل الإجراءات الأميركية الأخيرة. العامل الأول هو التحالف الأيديولوجي بين الحكومات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يتجاوز "العلاقة الخاصة" التقليدية ويعكس تحالفاً سياسياً واستراتيجياً أعمق. الثاني، تنظر الإدارة أيضًا إلى الهيمنة الإسرائيلية باعتبارها أداة للاستقرار الإقليمي، وتتصور "إسرائيل الكبرى" المهيمنة، المدعومة بدعم أميركي ساحق، والقادرة على فرض السلام بشكل أحادي الجانب وتهميش إيران. وأخيرا، كانت المصالح المالية الشخصية بارزة بشكل واضح خلال زيارته الأخيرة للخليج".

وتابع الموقع، "كان الهدف المباشر للحرب التي استمرت 12 يوما هو تفكيك البنية التحتية النووية لإيران ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية. وأعلن ترامب أن مواقع رئيسية "دُمّرت" أو "أُغلقت"، مُشيدًا بالحملة باعتبارها ضربةً حاسمةً لتهديدٍ وجوديٍّ مُتصوَّر. لقد أدت هذه العمليات العسكرية إلى إعادة تشكيل ديناميكيات القوة الإقليمية بشكل كبير، ودفعت استراتيجية إدارة ترامب الإقليمية إلى الأمام: تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، وربما تمتد إلى عُمان وإندونيسيا وقطر وحتى سوريا. ومع ذلك، لا يزال هذا السعي لإعادة ترتيب أوراق العلاقات مقيدًا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة. ويُعتبر وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين شرطين أساسيين لتعزيز التطبيع وتوسيع نطاقه".

إسرائيل: قوة مهيمنة؟

بحسب الموقع، "أبدت الولايات المتحدة استعدادها للتصرف بشكل أحادي وبقوة ساحقة، لا سيما من خلال استخدام القنابل "الخارقة للتحصينات" على المواقع النووية الإيرانية. وصُوِّر هذا على أنه استعراض للقوة الأميركية التي لا مثيل لها، ليس فقط ضد إيران، بل أيضًا كرادع لمنافسين مثل الصين وروسيا. وفي الوقت عينه، سعت إسرائيل إلى تقديم نفسها كقوة عسكرية هائلة ذات قدرة استخباراتية عميقة على الوصول إلى البنية التحتية النووية والأمنية الإيرانية. وقد زعم بعض المسؤولين الإسرائيليين أن البلاد انضمت إلى صفوف القوى العالمية، على الرغم من أن الضربات التي أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين أثارت انتقادات واسعة النطاق وتساؤلات حول شرعية مثل هذه الادعاءات. لكن يبقى السؤال: هل تستطيع إسرائيل أن تصبح حقا قوة مهيمنة في المنطقة؟"

وتابع الموقع، "رغم عملياتها الأخيرة ومكاسبها التكتيكية القصيرة الأجل، تواجه إسرائيل حواجز هيكلية وسياسية تحول دون استمرار هيمنتها. فهي لا تزال تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي الأميركي، ولا تزال الصراعات الإقليمية المتجذرة قائمة، ولا سيما القضية الفلسطينية التي لم تُحل، والتي لا تزال تُلهب الرأي العام وتُعيق أي تفاعل دبلوماسي هادف. من غير المرجح أن تقبل القوى الإقليمية الرئيسية، مثل المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر، التوسع الإسرائيلي أو هيمنته. وفي الوقت عينه، يبدو أن الإرادة السياسية الإيرانية لمواصلة طموحاتها النووية لم تتضاءل، حيث يشير بعض المحللين إلى أن الضربات الأخيرة قد تُسرّع في نهاية المطاف تطويرها النووي، بدلاً من ردعه. ومن غير المرجح أن تتفاوض القيادة الإيرانية، وخاصة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، من موقف ضعف واضح. ويأتي التصعيد العسكري الأخير في أعقاب حملة "الضغط الأقصى" التي شنتها الولايات المتحدة وموقفها العدائي تجاه إيران بعد الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018. وقد عززت هذه التطورات مجتمعة انعدام الثقة لدى الإيرانيين وضيّقت بشكل أكبر مساحة الدبلوماسية. علاوة على ذلك، لا يوجد تقييم موثوق يفيد بأن الضربات الأخيرة قد شلّت البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم. ويعتقد العديد من المحللين أن أي انتكاسات ستستمر لأشهر فقط، لا سنوات، وأن إيران ستنقل عملياتها ببساطة إلى مناطق أكثر سرية".

حواجز أمام الهيمنة

وبحسب الموقع، "تظل القضية الفلسطينية العالقة العقبة الأكبر أمام توسيع اتفاقيات إبراهيم وتحقيق السلام الإقليمي. وأوضحت المملكة العربية السعودية موقفها بوضوح: فهي تطالب بالتزام لا لبس فيه بإقامة دولة فلسطينية. ومع ذلك، تُعطي حكومة نتنياهو الأولوية للهيمنة العسكرية على المفاوضات الجادة، لا سيما في غزة والضفة الغربية. لقد أثار الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة الرأي العام العربي، مما جعل التطبيع مكلفًا سياسيًا لقادة الخليج. فمن دون رؤية واضحة لما بعد الحرب في غزة ووقف شامل لإطلاق النار، لن تدوم الهيمنة الإسرائيلية. تخشى الجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصة في الخليج، أن تبدو متواطئة مع دولة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تنتهك الحقوق العربية. فقد أدت حرب إسرائيل المطولة في غزة، وافتقارها إلى خارطة طريق سياسية، إلى تشويه صورتها العالمية، مما أدى إلى إدانة دولية متزايدة، بل وتراجع دعم حلفائها التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي".

وتابع الموقع، "إن تآكل الدعم الدبلوماسي لإسرائيل لم يفعل سوى زيادة عزلتها، وتقويض أي محاولة للقيادة الإقليمية الحقيقية. في غضون ذلك، تعتمد عقيدة الأمن القومي الإسرائيلي في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التفوق العسكري كضمانة وحيدة للسلام، لكن حتى "الانتصارات" العسكرية المزعومة تأتي بتكاليف بشرية واقتصادية باهظة، للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. حتى لو عززت العمليات العسكرية الخارجية الدعم الداخلي مؤقتًا، فإنها غالبًا ما تفشل في إحداث تغيير في النظام أو تحقيق استقرار طويل الأمد. وقد أظهرت عقود من التدخلات الأجنبية أن التحولات السياسية المفروضة خارجيًا أكثر عرضة لإحداث فوضى من السلام الدائم. ولقد فاقمت الضغوط الإقليمية والداخلية التحديات التي تواجه طموحات إسرائيل الهيمنية، وتخشى دول الخليج من الفوضى والأزمة الإنسانية وتدفق اللاجئين وانتشار الأسلحة النووية".

وأضاف الموقع، "على الصعيد المحلي، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة وسط إحباط شعبي من فشله في تأمين وقف إطلاق نار شامل في غزة أو إطلاق سراح جميع الرهائن، مما يكشف عن انقسامات داخلية تُشكِّل تحديًا لأي استراتيجية متماسكة طويلة المدى. والأهم من ذلك، أن إسرائيل لم تُنشئ سلطة حكم فلسطينية شرعية لتتولى السيطرة على غزة، ولم تنجح في فرض قيادة خارجية أو مُستَولَى عليها. والنتيجة هي الفوضى وظهور حركات مقاومة جديدة، تُحاكي إخفاقات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان".

رؤية هشة

وبحسب الموقع، "ربما أضعفت حملة ترامب العسكرية طموحات إيران النووية وحلفائها الإقليميين، لكن الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل لا يزال بعيد المنال، ومن الأفضل وصف "السلام" الحالي بأنه هدنة هشة وليس تحولاً دائماً. في جوهره، فشل التفوق العسكري الإسرائيلي في تحقيق حلول سياسية، فمن دون معالجة القضية الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار في غزة، والتعامل مع التنافسات الإقليمية المعقدة، يستحيل تحقيق سلام دائم. وحتى لو تم إخضاع فصائل المقاومة المسلحة مثل حزب الله أو حماس مؤقتا، فإن قدرة المنطقة على توليد أشكال جديدة من المقاومة لا تزال قائمة. قد تحافظ إسرائيل على تفوقها العسكري، لكنها ستواصل كفاحها من أجل الشرعية والقيادة في الشرق الأوسط. ومع تزايد انتهاكات الولايات المتحدة وإسرائيل للقانون الدولي، تبدو الرسالة واضحة: "الضعفاء فقط هم من يتبعون القواعد". هذه السابقة تُقوّض الأمن الجماعي وتُقوّض أي إجماع إقليمي ذي معنى".

وختم الموقع، "إن السلام الحقيقي والدائم لن يأتي من خلال الهيمنة وحدها، بل يتطلب الدبلوماسية والعدالة والشجاعة لمواجهة الأسباب الجذرية للصراع".
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban