أثار حادث إطلاق النار الجماعي الذي وقع يوم الاثنين في ناطحة سحاب وسط
مانهاتن حالة من الصدمة، بعدما أقدم المشتبه به، شين تامورا (27 عامًا)، على الانتحار بإطلاق النار على نفسه، عقب تنفيذه الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
في أثناء الهجوم، حاول الموظفون داخل المبنى الاحتماء والفرار من موقع الخطر. ومن بين أبرز المشاهد، ما وقع داخل مكتب شركة "بلاكستون"، حيث أظهرت صور تداولها رواد
مواقع التواصل الاجتماعي قيام الموظفين بتشييد حاجز مؤقت باستخدام أثاث المكتب – من أرائك ومكاتب وكراسٍ وأجهزة كمبيوتر – لإغلاق الباب ومنع المسلح من الوصول إليهم.
وقد شكّل هذا الحاجز، الذي ارتفع تقريبًا إلى السقف، خط دفاع حاسمًا حال دون دخول المهاجم إلى الغرفة.
ويضم المبنى مؤسسات بارزة، من بينها مكاتب
رابطة كرة القدم الأميركية (NFL) وشركة KPMG المتخصصة في التدقيق، ويقع في منطقة تجارية راقية في مانهاتن تُعرف بفنادقها الفخمة ومبانيها المكتبية الحديثة. كما يوجد
مقر الأمم المتحدة على مقربة من الموقع.
وبحسب ما نقلته شبكة CNN، أظهرت تسجيلات المراقبة أن المسلح كان يحمل بندقية هجومية من طراز M4 أثناء تنفيذ الهجوم، وكان يرتدي سترة رياضية وقميصًا بأزرار. وقد تبيّن لاحقًا أن تامورا هو لاعب كرة قدم سابق في المرحلة الثانوية، وكان يعاني من اضطرابات نفسية. كما أفادت الشرطة بأنه فُصل مؤخرًا من عمله كحارس أمن في
كازينو بمدينة لاس
فيغاس.
دخل تامورا المبنى قرابة الساعة 6:30 مساءً، وصعد إلى الطابق الثالث والثلاثين حيث توجد شركة لإدارة العقارات، وأطلق النار على عدد من الأشخاص. وبعد وقت قصير، نزل إلى الردهة حيث أقدم على الانتحار، وفق ما أفادت به الشرطة.
وعُثر بحوزته على رسالة عبّر فيها عن استيائه من رابطة
كرة القدم الأميركية (NFL) وطريقة تعاملها مع مرض الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن (CTE). كما طلب إخضاع دماغه للفحص، مشيرًا إلى أن إصابته بالمرض كانت نتيجة لممارسته كرة القدم. وكتب في رسالته: "تيري لونغ أصابني بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، مما دفعني إلى شرب جالون من مضاد التجمد"، في إشارة إلى لاعب فريق بيتسبرغ ستيلرز السابق، الذي انتحر عام 2006 بعد معاناته من هذا المرض.