مع تفاقم المجاعة في غزة، أعلن الرئيس الأميركي
ترامب عن خطط جديدة لتوفير الغذاء للسكان، معربًا عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني. لكنه حمّل حركة
حماس مسؤولية سرقة المساعدات وعرقلة وصولها، مشيرًا إلى أن فريقه بقيادة مستشاره ويتكوف يضع خطة شاملة ستُكشف قريبًا.
مساعدات جوية متعددة الجنسيات وسط اتهامات إسرائيلية
زار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومستشار
إسرائيل مايك هكابي مركز مساعدات في رفح، مؤكدين أهمية إيصال الدعم العاجل، في وقت تصاعدت اتهامات إسرائيل لحماس بمنع وصول الإغاثة ونهب المساعدات.
وتصاعدت عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على غزة، بقيادة
الإمارات والأردن، مع انضمام طائرات ألمانية وفرنسية وإسبانية، في مشهد دولي يعكس تصاعد الجهود رغم العقبات.
المفاوضات تتوقف والميدان يضغط
في ظل تحركات الإغاثة، تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق المحتجزين. مصادر لـ"
سي إن إن" تكشف توقف حماس عن المشاركة، ما دفع الوفدين الأمريكي والإسرائيلي للانسحاب من محادثات الدوحة. ويتكوف يتهم حماس بـ"سوء النية"، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
"إسرائيل والولايات المتحدة تستخدمان الجوع كسلاح إبادة"
الباحث السياسي جمال زقوت، قال إن ما يجري في غزة هو "استخدام ممنهج للتجويع كسلاح إبادة"، مضيفًا أن زيارة ويتكوف إلى المنطقة ليست سوى "محاولة لامتصاص حالة التأليب الدولي غير المسبوق ضد سياسات الحصار".
وأشار زقوت في مداخلة على برنامج "التاسعة" عبر
سكاي نيوز، إلى أن "حتى ترامب لم يعد قادرا على تجاهل المجاعة، لكنه يكتفي بتوصيفها دون تقديم حلول"، مستنكرا تحميل حماس المسؤولية عن تعطيل المساعدات، خاصة بعد تقارير - منها تقرير نشرته
رويترز مؤخرًا - نفت وجود أي دليل على استيلاء الحركة على المساعدات.
وأضاف: "ما لا يمكن إنكاره هو أن 700 فلسطيني على الأقل لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز المساعدات، وبعضهم قضى تحت القصف أثناء انتظار سلال غذائية قد تنقذهم من المجاعة". وأردف: "نحن أمام جريمة منظمة تتجاوز مسؤولية حماس وتضع إسرائيل والولايات المتحدة في قلبها".
أحد أبرز ملامح التحول الدولي يتمثل في تحذيرات من عواصم غربية، مثل
بريطانيا، التي لوحت بالاعتراف بالدولة
الفلسطينية إذا استمر "التجويع والقتل المنهجي"، وهي تصريحات يرى فيها زقوت مؤشراً على "إدراك دولي متزايد لحجم الكارثة، ورغبة في تحويل المواقف الرمزية إلى خطوات ملموسة".
وتابع: "عندما كانت
الأمم المتحدة مسؤولة عن توزيع المساعدات، جرى الاتفاق على إطار واضح. أما بعد انخراط إسرائيل المباشر، تراجعت المرحلة الثانية من الاتفاق وتحولت المساعدات إلى أداة ضغط".
بين المساعدات الجوية ومآسي الأرض
بينما تتسابق الطائرات الحاملة للمساعدات لإغاثة غزة، تظل الأسئلة الأساسية قائمة: من يتحمل مسؤولية الجوع؟ ومن يوقف نزيف الأرواح؟ وهل تتحول الخطط الأمريكية من مجرد تصريحات إلى خطوات فعلية؟
مع توقف المفاوضات وتزايد الشكوك، يشكل الجوع في غزة اختبارًا حقيقيًا لإرادة المجتمع الدولي بين التدخل الفعلي أو الوقوف متفرجًا على كارثة إنسانية.