أعلنت مؤسسة البث العام الأميركية (CPB)، وهي الجهة التي توزّع التمويل
الفيدرالي على محطات الراديو والتلفزيون العامة مثل NPR وPBS، بدء عملية إغلاقها بشكل نهائي، بعد أن تم تمرير تشريعات في عهد الرئيس الأميركي
دونالد ترامب تقضي بخفض تمويلها بالكامل.
وقالت رئيسة مجلس
إدارة المؤسسة، باتريشيا هاريسون، في بيان إن المؤسسة بدأت "تقليصًا منظمًا لعملياتها"، مشيرة إلى أن الغالبية الساحقة من الموظفين سيتم تسريحهم في 30 أيلول المقبل، على أن يستمر فريق صغير حتى كانون الثاني 2026 لإنهاء الإغلاق بصورة "مسؤولة ومنظمة".
ويأتي القرار بعد إقرار
الكونغرس قانون الإلغاء لعام 2025، الذي شطَب تمويل CPB بالكامل من الموازنة الفيدرالية، إلى جانب مشروع قانون المخصصات لعام 2026 الذي لم يخصص للمؤسسة أي جزء من التمويل، للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل أكثر من خمسين عامًا.
الرئيس
ترامب، الذي يسيطر حزبه
الجمهوري على الكونغرس بمجلسيه، جعل من خفض الإنفاق الحكومي أولوية مركزية، وهاجم مرارًا منصّات مثل NPR وPBS واصفًا إياها بـ"منابر يسارية"، ومؤكدًا أن الإعلام العام "أسوأ من CNN وMSNBC مجتمعين".
وقد هدّد ترامب بسحب دعمه من أي نائب جمهوري يعارض خطته، وكتب في منشور له:
"أي جمهوري يصوّت لصالح استمرار تمويل CPB لن يحظى بدعمي أو تأييدي. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!"
وتوزّع CPB تمويلها على مئات
المحطات في أنحاء
الولايات المتحدة، وتخدم ما لا يقل عن 43 مليون مستمع أسبوعيًا عبر NPR، و130 مليون مشاهد سنويًا عبر PBS، إلى جانب خدمات الطوارئ والتعليم والثقافة.
ووصفت هاريسون الإغلاق بأنه "خسارة جسيمة للمجتمع الأميركي"، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام العامة "كانت من أكثر المؤسسات ثقة لدى الجمهور، ولعبت دورًا محوريًا في التعليم والتنبيه الطارئ والحوار المدني".