Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Guardian": الهجمات الأميركية على إيران أتت بنتائج عكسية مروّعة

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
04-08-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1400345-638898946698843761.jpg
Doc-P-1400345-638898946698843761.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أن "الشنق يُعدّ أسلوب الإعدام المُفضّل في إيران. والموت شنقًا ليس بالضرورة سريعًا، فقد يستغرق الاختناق عدة دقائق. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 600 شخص أُعدموا قضائيًا حتى الآن هذا العام. وتُعدّ إيران من أكثر دول العالم تنفيذًا لعمليات الإعدام بالنسبة لعدد السكان.  ومنذ الهجمات الأميركية والإسرائيلية في حزيران، تزايدت أعداد الضحايا من المعارضين السياسيين". 
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "بعد مرور خمسين يوما، لم تسفر الغارات الجوية غير القانونية والضربات الصاروخية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أي نتيجة إيجابية على الإطلاق، على الرغم من تفاخرهما بالنجاح في تغيير العالم. لم تُدمَّر المنشآت النووية الإيرانية كما زعم ترامب، ولم تتخلَّ طهران عن تخصيب اليورانيوم، ولم يسقط النظام، رغم دعوة نتنياهو للانتفاضة. بل إن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، بات أكثر تحديًا، وقد شنَّ منذ ذلك الحين حملة قمع جديدة ضد المعارضين، ومن هنا جاءت عمليات الإعدام. وأدانت منظمة العفو الدولية إعدام السجينين السياسيين بهروز إحساني ومهدي حسني نهاية الأسبوع الماضي، وربطت مصيرهما بالهجمات الأميركية الإسرائيلية. تعرض السجينان للتعذيب، وأُجبرا على توقيع اعترافات، وحُكم عليهما العام الماضي بعد محاكمة لم تتجاوز خمس دقائق. وقالت منظمة العفو الدولية إن قرار إعدامهما الآن "يُبرز استخدام السلطات الوحشي لعقوبة الإعدام كأداة للقمع السياسي في أوقات الأزمات الوطنية لسحق المعارضة ونشر الخوف"."

وتابعت الصحيفة، "تم اعتقال المئات منذ شهر حزيران الماضي في إطار حملة يشنها النظام لكشف الجواسيس والمتعاونين، سواء كانوا حقيقيين أو من نسج الخيال. إن الإخفاقات الاستخباراتية الصارخة التي سمحت، على سبيل المثال، لإسرائيل بتحديد موقع اجتماع لمجلس الأمن القومي وقصفه، مما أدى إلى إصابة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لا تُعزى رسميًا إلى عجز فادح، بل إلى ما يُزعم أنه طابور خامس.  ويريد البرلمان الإيراني توسيع نطاق استخدام عقوبة الإعدام، ويواجه ما يصل إلى 60 سجينًا سياسيًا هذه العقوبة اليوم. ويأتي هذا الرد القاسي المعتاد من جانب المتشددين من رجال الدين المحيطين بخامنئي، وداخل القضاء والحرس الثوري، على الرغم من تصاعد المشاعر الوطنية بعد الهجمات، التي أفادت التقارير أنها أسفرت عن مقتل 935 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 5000 شخص. ومن خلال تكثيف القمع، أهدر النظام فرصة استغلال الغضب الشعبي، وخاصة ضد بريطانيا والحكومات الأوروبية التي غضت الطرف عن ما يحدث".

وأضافت الصحيفة، "كان للتصرفات الأميركية الإسرائيلية عواقب سلبية بعيدة المدى.  فقد انتهكت هذه الهجمات ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، كما أشارت مجموعة دول "البريكس"، ودفعت طهران إلى تعليق عمليات التفتيش النووية التي تجريها الأمم المتحدة، وفاقمت الانقسامات بين الولايات المتحدة وأوروبا. ومن المفارقات أنها زادت من احتمال قيام إيران بتصنيع قنبلة للدفاع عن النفس. تُصرّ إيران على أنها لا تمتلك أسلحة نووية ولا ترغب في امتلاكها. ورغم كل ما تُفاخر به إسرائيل من قدرات استخباراتية، لم يُثبت نتنياهو ولا أي شخص آخر عكس ذلك بشكل قاطع. وفي الواقع، كان قرار الهجوم مبنيًا على تخمين، مدفوعًا بالخوف والكراهية. وتسبب الهجوم بأضرار مادية جسيمة، لكنه لم يُغير العقلية، كما وتُصرّ إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية. كان الهجوم فاشلاً، وتهديد ترامب الغاضب بضربة أخرى تأكيدٌ على الفشل".

ورأت الصحيفة أن "ما فعله هذا العمل العدواني المتهور هو تشجيع دول مارقة، مثل روسيا، على الاعتقاد بأنها، هي الأخرى، قادرة على مهاجمة دول أخرى دون عقاب، كما أنه يعزز الاعتقاد في الأوساط الحاكمة الإيرانية، وليس فقط بين الفصائل الرافضة، بأنه لا يمكن الوثوق بالغرب، وأن تحالفًا أوثق مع الصين ضروري. وهذا من شأنه أن يعزز موقف المتشددين الذين أدى شغفهم بالحرب بالوكالة في المنطقة، والعمليات السرية التي تم توثيقها مؤخرا ضد بريطانيا، إلى ترسيخ وضع إيران كدولة منبوذة.  تاريخيًا، كانت إيران، ولا تزال، مأساةً كان من الممكن تجنبها، وهي من أسوأ الأهداف الجيوستراتيجية الغربية على الإطلاق. فقد ساهم الدعم غير المدروس للشاه في اندلاع ثورة 1979. إن صعود رجال الدين المحافظين، الذي لم يكن حتميًا، إلى جانب العداء الأميركي المستمر وغير العقلاني، والذي تغذّى على ذكريات حصار السفارة المهين في طهران، جعل الخلاف دائمًا. من جانبها، حاولت أوروبا رسم مسار وسط، لكنها فشلت. وفي عام 2018، تراجع ترامب عن الاتفاق النووي الذي صادقت عليه الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مع طهران، وأعاد فرض العقوبات. إن هذا الخطأ السياسي الأخير من بين العديد من الأخطاء الكارثية أدى مباشرةً إلى المأزق الحالي. ولو كان هناك وعيٌ أكبر، لكان الوضع مختلفًا تمامًا".

وبحسب الصحيفة، "إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل صادقتين في منع إيران من امتلاك القنبلة النووية، فعليهما أن تكونا قدوة، وأن تُقلّصا ترسانتيهما النووية، تمهيداً لإزالتها في نهاية المطاف، كما وعليهما التوقف عن التهديد بشن هجمات جديدة، وعليهما دعم المحادثات بشأن اتفاق نووي إقليمي، كما اقترح وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف. حينها فقط، ربما، ستُخرج طهران من عزلتها. حينها فقط، ربما، سيتوقف قادتها المُصابون بجنون العظمة عن شنق الأبرياء".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban