نشرت شبكة "CNN" الأميركية تقريراً للكاتب والمفاوض الأميركي السابق بريت إتش ماكجورك دعا فيه الأخير إلى ضرورة إنهاء الحرب الدائرة في غزة وإطلاق عملية تعافٍ طويلة الأمد شرط ألا تبقى حركة "حماس" في موقع السيطرة داخل القطاع الفلسطيني.
ويتحدث التقرير عن خيارات مقترحة للمضي قدماً بإتجاه وقف الحرب، وهي على النحو التالي:
النصر العسكري
يدّعي مؤيدو هذا الخيار، بمن فيهم البعض داخل الحكومة
الإسرائيلية، أن قادة حماس في غزة لن يقبلوا أبدا بصفقة. لذلك، ليس أمام
إسرائيل خيار سوى تكثيف حملتها العسكرية، بما في ذلك البحث عن قادة حماس القلائل المتبقين داخل غزة والقضاء عليهم.
كذلك، يأمل الإسرائيليون انهيار سيطرة حماس على غزة، وأن تتمكن إسرائيل بعد ذلك من إنشاء كيان فلسطيني جديد لتأمين القطاع وحكمه، كيان مختلف عن حماس أو السلطة
الفلسطينية القائمة.
صفقة شاملة
الطرح الثاني يتمثل بإطلاق جميع الرهائن مقابل انسحاب إسرائيلي كامل وتشكيل حكم جديد في غزة، لكنه خيار معقد قد يواجه عراقيل كبيرة من حماس.
وهنا، يقول الكاتب: "من واقع خبرتي في التفاوض مع حماس، يُرجّح أن يُفضي هذا المقترح إلى مفاوضات أكثر تعقيداً في البداية، إذ ستُساوم حماس على أي اسم في مجلس الحكم المُقترح، وستُطالب بضمانات، مثل قرار من
مجلس الأمن الدولي ضد أي عمليات إسرائيلية مُستقبلية، وسترفض تحت أي ظرف من الظروف نزع سلاحها أو التخلي عن السيطرة الأمنية، وستُطالب بالإفراج عن جميع الأسرى
الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية".
العودة إلى مقترح الـ60 يوماً
يعتقد مؤيدو هذا الخيار، أن أسرع طريق لوقف الحرب وإنهائها نهائياً هو المقترح المرحلي الحالي المتمثل بهدنة لـ60 يوماً.
وفق الكاتب، فإن "حماس" منقسمة داخل صفوفها، ويمكن للولايات المتحدة الضغط على الدول الثلاث ذات النفوذ - قطر ومصر وتركيا - لمطالبة حماس بقبول الاتفاق، والإفراج عن عشرة رهائن، وبدء هدنة الستين يوماً.
هدنة إنسانية أحادية الجانب
قد يُتيح خيار استثنائيٌ لإسرائيل إعلانَ هدنةٍ لمدة 30 يوماً في العمليات القتالية الرئيسية لتخفيف الوضع الإنساني في غزة.
لن تسحب إسرائيل قواتها من مواقعها الحالية، وستحتفظ بحق الرد دفاعاً عن النفس، لكنها ستُحول فوراً تركيزَ المجتمع الدولي على حماس، مع السماح للقوات العسكرية الإسرائيلية بالراحة وإعادة التجهيز.
بحسب الكاتب، فإن المشكلة مع هذا الخيار هو أنه لا يقول شيئا عن ما يحدث بعد التوقف، ويزيل المزيد من الضغوط عن حماس، وسيكون غير شعبي للغاية
في إسرائيل، سواء داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية ولكن أيضاً بين السكان على نطاق أوسع، بما في ذلك معظم عائلات الرهائن التي تطالب بحق بعملية تؤدي إلى اتفاق - وليس خطوة أحادية الجانب من جانب إسرائيل قد تفيد حماس دون أي شيء في المقابل.
ضغط أميركي على إسرائيل
كذلك، يرى مؤيدو هذا الخيار أن على
الولايات المتحدة إعلان وقف جميع مبيعات الأسلحة الإضافية لإسرائيل ومطالبتها بإنهاء الحرب من جانب واحد حتى مع بقاء حماس مسيطرة على غزة.
ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فيزعمون أن هذا يجب أن يحدث حتى دون إطلاق سراح الرهائن، وحجتهم هي أن الأولوية القصوى هي وقف الحرب، والولايات المتحدة وحدها من يملك النفوذ على إسرائيل لإجبارها على ذلك.
أما بالنسبة للرهائن، فيزعم مؤيدو هذا الرأي أن نتانياهو، وليس حماس، هو العائق
الرئيسي أمام التوصل إلى اتفاق، وأن وقف الدعم العسكري الأمريكي قد يدفع الإسرائيليين إلى تقديم التنازلات اللازمة لإبرام اتفاق.
أيضاً، يرى الكاتب أن هذا الخيار ذو دوافع سياسية وغير واقعي لمن يسعون حقا إلى وقف الحرب. (24)