تواصل إسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، من خلال تنفيذ سلسلة من التوغلات المتكررة، وسط حشد عسكري متزايد في المناطق الحدودية، كان أحدثها في منطقة "قرص النفل" قرب بلدة حضر الدرزية في ريف القنيطرة، بحسب ما أفادت مصادر سورية مطّلعة.
وأكدت المصادر في حديث لـ"إرم نيوز" أن إسرائيل تعمل على فرض اتفاق أمني أحادي من طرف واحد، يقوم على "خريطة الأمر الواقع" في الجغرافيا السورية، في ظل غياب أي رد فعلي رسمي من
دمشق، وفي ظل هشاشة الوضع الأمني في الجنوب السوري، لاسيما في محافظة السويداء التي تعيش توترات متواصلة منذ أشهر.
من المنطقة العازلة إلى العمق السوري
وبدأت إسرائيل توغلاتها الفعلية في الأراضي السورية منذ كانون الاول 2024، حيث نفّذت عمليات عسكرية في المنطقة العازلة المنصوص عليها باتفاق فك الاشتباك لعام 1974، والتي تمتد على مساحة تقارب 235 كيلومترًا مربعًا.
لكنّ هذه العمليات تطورت سريعًا، لتشمل أجزاء من ريف القنيطرة، وجبل الشيخ، وبعض مناطق درعا، وشهدت إقامة مواقع عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي السورية، في ما يُعدّ أكبر تغيير ميداني في تلك المنطقة منذ عقود.
وفي آذار 2025، أعلنت إسرائيل عن أكبر عملية توغل، تمثلت في السيطرة على قرية العدنانية في القنيطرة، حيث نفّذت عمليات تفتيش وتفجير لمخازن سلاح، وقامت بتثبيت نقاط عسكرية في مناطق تمركزها.
وأوضحت المصادر، أن إسرائيل تعمل على تعزيز حالة الفوضى في
سوريا من خلال دعمها لبعض الفصائل.
وفي هذا السياق تؤكد المصادر، أن المروحيات
الإسرائيلية تواصل منذ أكثر من أسبوعين عمليات نقل الأسلحة والمواد الطبية للفصائل في السويداء التي باتت تتخذ من مكان الفرقة 15 في الجيش السابق مقرًّا رئيسًا لإدارة عملياتها العسكرية.
وكانت جبهة السويداء شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات عنيفة على عدة محاور من المحافظة بين فصائل درزية وعناصر جهاز
الأمن العام.
وكان الإجراء العسكري الأخير للجيش
الإسرائيلي تضمن نشر منظومة دفاع جوي جديدة في منطقة تل الفرس المقابلة للحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة، وذلك بالتزامن مع تفعيل أجهزة تشويش على شبكة الاتصالات في المحافظتين.
وجاءت تحركات الجيش الإسرائيلي في إطار الإجراءات التي يتخذها منذ شهر كانون الاول الماضي لإحكام سيطرته النارية على كافة مناطق الجنوب السوري. (ارم)