تصاعدت، اليوم الخميس، وتيرة الاحتجاجات في صفوف اليهود الحريديم (الأرثوذكس المتشددين)
في إسرائيل رفضاً للخدمة العسكرية، وسط دعوات لتوسيع الحرب على
قطاع غزة واعتقالات طالت متخلفين عن التجنيد من هذا
التيار.
وشهدت
القدس وعدد من المدن، بينها بني براك شرق
تل أبيب، تظاهرات حاشدة شارك فيها مئات من المتدينين، أقدموا على قطع الطرق، ما استدعى تدخلاً عنيفاً من الشرطة التي استخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
تأتي هذه الاحتجاجات بعد إعلان رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، عزمه احتلال غزة بالكامل أو جزئياً، الأمر الذي يتطلب تعبئة عسكرية واسعة تشمل تجنيد الآلاف من الحريديم، الذين كانوا معفيين حتى اليوم بموجب تفاهمات سابقة.
في هذا السياق، أطلق الحاخام دوف لانداو، أبرز مرجعيات الحريديم، تحذيراً شديد اللهجة، مشدداً على أن "السلطات ستواجه نزعة يهودية أرثوذكسية متشددة عالمية موحدة تناضل من أجل بقائها"، وفق ما نقلته صحيفة "ياتيد نئمان"، التي عنونت صفحتها الرئيسية بكلمة واحدة: الحرب.
أما زعيم حزب شاس الديني المتطرف، أرييه درعي، فحذر من أن "استمرار الحرب يسبب ضرراً سياسياً ويعرض المختطفين للخطر"، داعياً للإصغاء لتحذيرات المؤسسة العسكرية.
ويُعد قرار الجيش
الإسرائيلي الأخير بإرسال أوامر تجنيد لعشرات الآلاف من الحريديم بمثابة زلزال سياسي، هدد بشكل مباشر تماسك الائتلاف الحكومي، خاصة بعد انسحاب حزبين دينيين متشددين، مع التلويح بعدم العودة إلا إذا تم إقرار قانون يكرّس إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية بشكل دائم.
وفي ظل هذا الغليان الداخلي والانقسام العميق، يقف نتنياهو أمام أحد أعقد تحدياته السياسية والعسكرية منذ بداية الحرب على غزة، وسط تحذيرات متزايدة من اتساع رقعة الاحتجاج وتمددها إلى الجاليات اليهودية الأرثوذكسية خارج
إسرائيل.