كشفت صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عن توسع إسرائيل في شبكة تحصيناتها خارج حدودها، بهدف إقامة مناطق عازلة مع لبنان وسوريا وقطاع غزة.
وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز" عن مسؤولين إسرائيليين أن العقيدة العسكرية المعتمدة بعد هجمات 7 تشرين الأول 2023 تهدف إلى منع الفصائل المسلحة المناهضة لإسرائيل من الاقتراب من حدودها.
مع ذلك، يحذر منتقدون من أن هذه الخطوات توسّع فعليًا من حدود إسرائيل، وتنتقص من سيادة الدول المجاورة، كما تزيد من مخاطر اندلاع نزاعات جديدة.
وأظهر تحليل "إن بي سي نيوز" لصور الأقمار الاصطناعية والمقاطع المصورة أن الجيش
الإسرائيلي بنى شبكة متكاملة من التحصينات خارج حدوده المعترف بها مع لبنان وسوريا وقطاع غزة.
لبنان
رغم اتفاق وقف إطلاق النار في شباط الذي ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، لا تزال إسرائيل تحتفظ بخمس مواقع على التلال ، بحسب صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من الاحتجاجات الدولية، شهدت هذه المواقع توسعًا منذ الهدنة، حيث أُزيلت الأشجار لإقامة جدران حماية وسواتر ترابية تطل على وديان
جنوب لبنان.
ونقلت الشبكة عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: "إن القوات موجودة "مؤقتا" على هذه المواقع الحدودية"، من دون تحديد موعد الانسحاب، أو الرد على تساؤلات بشأن التناقض مع تصريحات كاتس حول الحاجة لمناطق عازلة دائمة.
غزة
كشفت الصور الفضائية عن وجود ما لا يقل عن 40 قاعدة عسكرية إسرائيلية نشطة داخل
قطاع غزة، باستثناء مواقع توزيع المساعدات.
كما أظهرت الصور انتشار عشرات القواعد الصغيرة التي تضم مواقع اتصالات ومستودعات إمداد.
منذ انتهاء الهدنة، أنشأ الجيش الإسرائيلي ممرًا عسكريًا جديدًا يُعرف بـ"ممر موراج"، بطول نحو 15 كيلومترًا، للتحكم في المنطقة الواقعة بين خان يونس ورفح جنوب القطاع، وهو ما يشكل نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وتستمر إسرائيل في توسيع قواعدها العسكرية داخل غزة، من خلال تخزين المزيد من الإمدادات، وبناء الخيام، وحشد المركبات العسكرية في مواقع استراتيجية.
سوريا
في سوريا، وبعد سقوط نظام
بشار الأسد في كانون الاول 2024، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات على مواقع عسكرية ودعم تجمعات الدروز.
وعلى طول الحدود، أقامت إسرائيل 6 نقاط عسكرية في المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة التي أُنشئت عقب حرب 1973.
وأنشأت إسرائيل قاعدتين أو موقعين إضافيين داخل الأراضي
السورية، وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية قيام وحدات إسرائيلية بحفر خندق بطول 20 ميلا (قرابة 30 كيلومترا) يمتد عبر نصف المنطقة، في إطار ما تسميه "استراتيجية الشرق الجديد".
كما أظهرت مقاطع رسمية إسرائيلية تمركز قوات الجيش على قمة جبل الشيخ، الذي يفصل بين سوريا ولبنان، باعتباره أعلى نقطة على الساحل الشرقي للمتوسط، ويطل بوضوح على جنوب لبنان ودمشق.