Advertisement

خاص

كيف أصبحت سوريا ساحة معركة للنفوذ الإسرائيلي والتركي؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
13-08-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1404110-638906755708577731.jpg
Doc-P-1404110-638906755708577731.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "من خلال مراقبة المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة، قد يبدو من المغري الاستنتاج بأن موقع إسرائيل الاستراتيجي قد تحسن. وينطبق الأمر عينه على تركيا. فهل يُمثل هذا الوضع وصفةً للاستقرار، أم يُنذر بمزيد من المشاكل في المستقبل؟ ورغم انخراطها في صراع على جبهات متعددة، (غزة، والضفة الغربية المحتلة، ولبنان، وسوريا، واليمن، وإيران) يبدو أن إسرائيل انتصرت في الوقت الراهن، في حين يبدو "محور المقاومة" بقيادة طهران في حالة من الفوضى".
Advertisement

وبحسب الموقع، "تضررت القيادة العسكرية الإيرانية وبنيتها التحتية بشدة خلال حرب حزيران، مما ألحق أضرارًا بالغة بالبرنامج النووي الإيراني، وإن كان حجم التراجع لا يزال غير واضح. وكان الرد الإيراني خافتًا بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية في 22 حزيران. في غضون ذلك، تُحكم سوريا الآن من قِبل مقاتل سابق في تنظيم القاعدة، طمست الديمقراطيات الغربية سمعته بسرعة قياسية، ودُفنت عقود من التعبئة الأميركية والأوروبية ضد الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وهيئة تحرير الشام ،مما يؤكد ازدواجية المعايير الغربية. وهكذا، قُطِعَ الطريق اللوجستي الرئيسي لإيران لدعم حزب الله في لبنان. أما الحزب نفسه، فقد ضعف بشدة بفقدان زعيمه حسن نصر الله وقيادات بارزة أخرى، وبات الآن تحت ضغط شديد، داخليًا ودوليًا، للتخلي عن ترسانته العسكرية. وفي الوقت عينه، أدّت وحشية إسرائيل في غزة، التي تحولت إلى ساحة قتل جماعي، إلى تراجع كبير في الدعم الدولي لها. لكن حكومة إسرائيل المتطرفة لا تكترث حقًا برأي العالم، طالما استمرت الدول الغربية في تقديم الدعم، وظلت دول أخرى، مثل روسيا والصين، على الحياد لسببٍ غامض".

وأضاف الموقع، "أما بالنسبة لتركيا، فقد نجح الرئيس رجب طيب أردوغان مؤخراً في تحييد التهديد الأمني الرئيسي على طول حدود بلاده الجنوبية الشرقية، وهو حزب العمال الكردستاني. كما نجحت في تحقيق هدفها الذي طال انتظاره، وهو إزاحة بشار الأسد من السلطة في سوريا، واستبداله بأحمد الشرع. وأخيرًا وليس آخرًا، عززت أنقرة سمعتها العالمية كوسيط موثوق في الحرب الروسية الأوكرانية. إلى جانب إسرائيل، أصبحت تركيا لاعبًا إقليميًا بارزًا. وفي هذا السياق، لا بد لأي مسار نحو الاستقرار في ظل هذا الوضع المتقلب أن يشمل حتمًا كلًا من إسرائيل وتركيا، وكلاهما مستعد لصد الضغوط الأميركية، بطرق لا يحلم بها سوى قلة من حلفاء أميركا الآخرين".

وتابع الموقع، "قد تُصبح سوريا أحد أهم اختبارات الضغط لهذه الديناميكية. في الشهر الماضي، شنّت إسرائيل غارات جوية على مواقع للنظام السوري وسط اشتباكات بين الدروز والبدو في جنوب سوريا. وفي حين تقول إسرائيل إن هدفها هو حماية الدروز، فإن سياستها الفعلية تبدو وكأنها تركز على نزع سلاح المنطقة الواقعة جنوب دمشق لتوسيع "منطقتها العازلة". ولا يجب عدم ذكر كيف قامت إسرائيل، في أعقاب انهيار الأسد مباشرة، بشن سلسلة من الغارات الجوية غير المبررة على سوريا، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للدولة في ظل الصمت المطبق المعتاد في الديمقراطيات الغربية. وقد أعربت المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا ودول إقليمية أخرى عن دعمها لوحدة سوريا، في حين حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من أن تركيا قد تتدخل إذا حاولت الجماعات الانفصالية تقسيم سوريا وزعزعة استقرارها. وكانت هناك أيضًا تكهنات بأن إسرائيل قد تحاول إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته مع سوريا عام 1974، بحثًا عن ترتيب أمني جديد من شأنه أن يمنح إسرائيل وجودًا خارج مرتفعات الجولان لفترة انتقالية مدتها خمس سنوات، وفقًا لمصدر أمني إقليمي. ونظراً للسهولة التي تتمكن بها إسرائيل من تحويل الفترات الانتقالية إلى فترات دائمة، فمن الطبيعي أن نتوقع أن تثير مثل هذه الخطوة مخاوف جدية في دمشق، وربما أنقرة أيضاً".

وبحسب الموقع، "في الوقت عينه، تسببت محاولة الحكومة السورية الأخيرة لإخضاع المناطق الدرزية في إثارة مخاوف بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، الذين يخشون من أن يصبحوا في مثل هذا السيناريو الهدف التالي، على الرغم من أنهم استفادوا حتى الآن من الحماية الأميركية. وفي هذا السياق، لا يبدو أن تركيا مستعدة للدفاع عن الشرع، وليس من الواضح ما إذا كانت قادرة على التوصل إلى تسوية مع إسرائيل بشأن مناطق النفوذ المتفق عليها. وفي حال تقسيم افتراضي، قد يقع الجزء الجنوبي من سوريا حتى مشارف دمشق تحت النفوذ الإسرائيلي، بينما يقع الباقي، باستثناء معقل قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، تحت النفوذ التركي. في مثل هذا السيناريو، ستعتمد قوات سوريا الديمقراطية على الدعم الأميركي كحصن منيع ضد الهجمات التركية. أما كيفية تطبيق ذلك عمليًا، فهو سؤال مطروح".

وتابع الموقع، "قد يُواجه الدبلوماسية الأميركية في المنطقة اختبار ضغطٍ كبيرٍ آخر قريبًا. يتمتع السفير الأميركي لدى تركيا، توم برّاك بميزةٍ كبيرةٍ في واشنطن: اتصالٌ مباشرٌ بالرئيس دونالد ترامب. وهو أيضًا المبعوث الخاص إلى سوريا، بتفويضٍ لضمان استقرار الوضع السياسي في لبنان. وهذا تفويضٌ واسعٌ لشخصيةٍ واحدةٍ في منطقةٍ شديدة التقلب، وهو إشارةٌ واضحةٌ إلى أن واشنطن قد تسعى إلى نهجٍ شامل. ليس من المستغرب أن تتعمق الشكوك في تركيا بشأن النوايا الحقيقية لواشنطن، إذ تعتقد أنقرة أن الولايات المتحدة ستُعطي إسرائيل الأولوية دائمًا في نهاية المطاف. لكن المستقبل لا يزال غامضًا. فهل تستطيع واشنطن كبح جماح اثنين من حلفائها الإقليميين الرئيسيين لتجنب سيناريو تكون فيه سوريا المنقسمة بشدة، والمتجاذبة في اتجاهات مختلفة بفعل مناطق نفوذ متنافسة، الشرارة التي تشعل صراعًا كبيرًا آخر؟"
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban