كشفت وكالة "بلومبرغ" أنّ الحرس الثوري الإيراني خرج من مواجهته مع إسرائيل التي استمرت 12 يوماً في حزيران الماضي مثقلاً بالخسائر، لكنه في الوقت نفسه بات أكثر ترسّخاً داخل هيكل السلطة في طهران.
ووفق التقرير، فقد أدّت الضربات
الإسرائيلية إلى مقتل عدد من كبار قادة "الحرس" في ما اعتُبر أكثر صراع مدمّر في تاريخه، الأمر الذي دفع
إيران إلى إعادة هيكلة قراراتها الأمنية. ومع ذلك، فإن هذه المواجهة عززت موقع الحرس كفاعل رئيسي في قلب النظام الإيراني.
يُذكر أن الحرس الثوري، الذي تأسس بعد ثورة عام 1979، تطور ليصبح منظمة مترامية الأطراف تمتلك أذرعاً برية وبحرية وجوية وفضائية واستخباراتية، إضافة إلى قوة القدس المسؤولة عن العمليات الخارجية وقوات الباسيج شبه العسكرية.
يمتد نفوذ الحرس إلى الجامعات والمستشفيات ووسائل الإعلام ومجموعات الأعمال الكبرى، مثل شركة خاتم الأنبياء، التي تشارك في مشاريع أنابيب النفط والبنية التحتية والإسكان. وتشير تقديرات "بلومبرغ" إلى أن عدد موظفيها المباشرين يصل إلى 200 ألف.
ونقلت الصحيفة عن عبد الرسول ديفسالار، المحلل العسكري الإيراني في جامعة كاتوليكا في ميلانو، قوله: "لقد أكدت الحرب مدى أهمية الحرس الثوري الإيراني".
ويؤكد مجلس الدفاع الوطني الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان ويهيمن عليه قدامى المحاربين في الحرس الثوري، هذا الدور الموسع، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية.
ويتعرض الحرس الثوري لانتقادات داخلية وخارجية، إذ اتهمته جماعات حقوقية وحكومات غربية بانتهاكات حقوق الإنسان وقمع
المعارضة، بينما يربطه منتقدون داخل إيران بالفساد والقمع السياسي. ويرى فيه المؤيدون حصناً منيعاً ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وعنصراً أساسياً في الدفاع عن سيادة إيران.
وقالت نرجس باجوغلي، الأستاذة بجامعة جونز هوبكنز: "الناس غاضبون منهم، لكنهم يدركون أيضاً أنه لا توجد قوة أخرى في البلاد. ما يلتزمون به اليوم هو الاستقلال السيادي وفكرة
المقاومة".
ومع ضعف شبكات الحرس الثوري الإيراني الخارجية، مثل
حزب الله، وميليشيات في
سوريا، وحماس في غزة، جراء العمل
الإسرائيلي، فإن محللين يعتقدون أن ذلك قد يدفع المنظمة إلى التركيز بشكل أكبر على الردع النووي.
ورغم ما كشفته حرب الـ 12 يوماً من إخفاقات في مكافحة التجسس لدى الحرس الثوري، إلا أن الخبير الاستراتيجي، علي ألفونه، يرى أنه من غير المرجح أن يؤدي فقدان هذا الجهاز العسكري لهيبته إلى استسلامه.
كما رأى في المقابل أن تغيير مقاييس الحرس الثوري الإيراني يتطلب غزواً برياً أميركياً، أو قصفاً متواصلاً من
الولايات المتحدة وإسرائيل. (ارم)