ذكر موقع "عربي 21"، أنّ مجلة "بوليتيكو" نشرت تقريرا للصحافي جيمس هاركين، تحدّث فيه عن الصحافي الأميركي المفقود في
سوريا أوستن تايس، وقال إنّه "بعد مروره من فصيل ثوار إلى آخر في رحلة استمرّت ثلاثة أشهر من الحدود
التركية، وصل إلى دارايا إحدى ضواحي
دمشق، ومن ثم فُقد بينما كان أحد الثوار ينقله بسيارة من دارايا إلى
لبنان".
وبحسب التقرير فإنّ تايس قد قتل على أيدي خاطفيه في النظام السوري في عام 2013. وأضاف أنّه في نيسان الماضي، التقى مسؤول سوري سابق بسام الحسن سرّاً مع مجموعة من وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي والمسؤولين
الأميركيين في
بيروت، وقال الحسن إنّ "تايس كان مسجونا لدى فصائله لفترة وجيزة" وأنه "بعدما هرّب تايس بشكل محرج، في الأشهر التي تلت اختفائه، سلمه إلى أتباعه لإعدامه بناء على تعليمات
بشار الأسد المباشرة".
وأكد التقرير أنه على الرغم من أن عائلة تايس أكدت أن المسؤولين الأميركيين تحدثوا إلى الحسن، إلا أنها شككت أيضا في موثوقية ودوافع مسؤول النظام السوري السابق.
وأوضحت المجلة أنّ "المسؤولين الأميركيين يأخذون رواية الحسن على محمل الجدّ بما فيه الكفاية، باستخدام المواقع والإحداثيات داخل سوريا التي قدمها لهم، وقد أمروا الموظفين بالعمل إلى جانب السوريين في البحث عن جثمان تايس".
وبحسب صديق لتايس في سوريا، فقد تعرض الصحافي الأميركيّ للخيانة من قبل سائق الثوار نفسه الذي نقله إلى ضاحية دارايا في دمشق والذي وصل لاحقا لنقله إلى لبنان، بحسب تقرير داخلي للثوار، وفي الطريق إلى لبنان، سلم السائق تايس إلى قوات النظام عند نقطة تفتيش.
وبربط هذا مع رواية الحسن لمكتب التحقيقات الفيدرالي ، يبدو أن الخيانة قد انتهت بتايس في أيدي المسلحين من ميليشيا قوات الدفاع الوطنية التي يقودها. كان ذلك في وقت قريب من الفيديو المزيف الذي نُشِرَ بعد 6 أسابيع من إختفائه.
وأضافت المجلة أن الحكومة الأميركية علمت على افتراض أن تايس يجب أن يكون على قيد الحياة، فهناك مبرر لهذا لأن ذلك يتماشى مع نمط لكيفية عمل نظام
الأسد وهو إبقاء الرهائن في شبكة سرية من السجون السياسية لاستخدامهم لاحقا كورقة ضغط تفاوضية.
وتابعت أن تايس كانت حالة خاصة، لسبب واحد، لم تكن خلفيته في الصحافة بل كقائد في سلاح مشاة البحرية. بالنظر إلى جنون العظمة، فإن السوريين كانوا سيفترضون تلقائيا أن لديهم جاسوس أميركي خطير، وقال بهلول، مسؤول النظام السوري السابق: "لقد اكتشفنا أميركيا بدا أنه صحافي، لكننا شككنا في معداته. لقد استجوبناه واتضح أن هذا الرجل كان ضابطا سابقا في مشاة البحرية الأميركية وقام بجولة في أفغانستان."
وأكدت أنه ربما يكون قد قُتل أو مات لسبب آخر في حجز الحسن الذي يدرك تماما أنه على رادار السلطات الأميركية، فقد يسعى الآن إلى تحويل اللوم إلى الأعلى وهو أمر سهل القيام به لأن الأسد يختبئ في
موسكو وخارج ولاية أميركا القضائية. (عربي 21)