كشف موقع "واينت" الإسرائيلي عن عملية إسرائيلية وصفت بالغامضة، جرت ليلا قرب العاصمة السورية دمشق.
ولفت الموقع إلى أن العملية العسكرية
الإسرائيلية والتي تضمنت إنزال قوات في منطقة الكسوة قرب دمشق، جاءت بعد اكتشاف منشأة يعتقد أنها مخصصة لأعمال مراقبة، معتبرا أنها "تمثل تحولا لافتا في السياسة الإسرائيلية، إذ عادت تل أبيب إلى نهج الغموض في التعاطي مع نشاطها العسكري داخل
سوريا، بعد سنوات من الإعلان العلني عن تفاصيل عملياتها".
وذكر أنه على مدى سنوات طويلة، نفذت
إسرائيل ضربات على مواقع داخل سوريا كان يتمركز فيها الإيرانيون في ظل حكم بشار
الأسد، لكنها نادرا ما أعلنت مسؤوليتها عنها. غير أن الوضع تغير بعد سقوط الأسد وصعود أحمد
الشرع، حيث بدأت إسرائيل تعترف علنا بالهجمات، بل وكشفت عن عملية "طرق متعددة" التي شن خلالها مقاتلو الكوماندوز غارة على مصنع الصواريخ
الإيراني في مدينة مصياف".
وأضاف: "كما لم تتردد إسرائيل في الإعلان عن عملية "سهم الباشان"، التي أسفرت عن تدمير القدرات الاستراتيجية لنظام الأسد عبر ضربات جوية وبحرية. ومنذ ذلك الحين، اتخذت إسرائيل سياسة الكشف العلني عن عملياتها، إذ اعترف الجيش في فبراير الماضي بتنفيذ سلسلة واسعة من الهجمات استهدفت مواقع رادار، وأنظمة مراقبة، ومقرات عسكرية تابعة للنظام الجديد، بهدف إزالة التهديدات المستقبلية".
وأشار إلى أنه "في نيسان الماضي، ومع اندلاع الاضطرابات الأولى في جبل الدروز، تدخلت إسرائيل بشكل علني، مهددة نظام الشرع، ثم شنت ضربة قرب القصر الرئاسي في دمشق. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع كاتس أن تلك العملية رسالة واضحة للنظام. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ شن الجيش الإسرائيلي بعدها غارات جديدة في عدة محافظات سورية، وصفها الإعلام السوري بأنها الأعنف في عام 2025. وفي نهاية مايو، نفذت إسرائيل عملية أخرى في اللاذقية، معلنة أن الهدف كان منصات صواريخ ساحل-بحر هددت حرية الملاحة".
أما بخصوص العملية الأخيرة في الكسوة ، فقد اكتفى كاتس بتلميح وحيد دون تفاصيل، بينما تحدثت تقارير سورية عن إنزال عشرات المقاتلين عبر أربع مروحيات، حيث استمرت العملية أكثر من ساعتين بعد أن زُعم اكتشاف أجهزة مراقبة وتنصت في المنطقة.
وبعد ساعات من العملية المنسوبة لإسرائيل، قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيارة إلى بلدة جولس، حيث التقى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية
في إسرائيل، الشيخ موفق طريف.
بالتوازي، فتحت واقعة الكسوة الباب مجددا على واحدة من أكثر الحروب الخفية تعقيدا في المنطقة، إنها حرب التجسس المزروعة في الصخور والأشجار.
تقول وكالة "سانا" إن الدورية السورية التي عثرت على الأجهزة في 26 آب، فوجئت بضربات إسرائيلية مركزة حالت دون نقل المعدات. في حين أفادت تقارير إسرائيلية بعملية إنزال جوي قصيرة الأمد نفذتها مروحيات إسرائيلية في المنطقة بعد القصف، وقد استمر التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع مما كشف حساسية بالغة للموقع والمحتويات التي كانت قيد المعاينة.
واقع الحال يقول إن هذه ليست السابقة الأولى، ففي آذار 2013، نشر التلفزيون الرسمي السوري حينها صورا لأجهزة مراقبة مموهة على شكل صخور في الساحل السوري، قيل إنها إسرائيلية ومصممة لالتقاط الصور وإرسالها عبر أنظمة متطورة. وقد دعمت تقارير صحف مثل تايمز أوف إسرائيل وبيزنس إنسايدر وحرييت صحة الصور حينها، ورأت فيها دليلا على حرب استخباراتية صامتة تدور فوق التراب السوري. (وكالات)