أطلق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، تحذيراً شديد اللهجة يوم الاثنين، مشيراً إلى أنّ الوقت يوشك أن ينفد في المحادثات الجارية مع طهران بشأن استئناف عمليات التفتيش بشكل كامل داخل الجمهورية الإسلامية. وأعرب جروسي عن أمله في أن تُختتم هذه المفاوضات خلال أيام قليلة.
ولم تتمكّن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول المنشآت النووية
الإيرانية الرئيسية منذ الهجمات التي شنّتها
الولايات المتحدة وإسرائيل عليها في حزيران الماضي. وردّت طهران على تلك الضربات بإصدار قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة، وربط أي عمليات تفتيش بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي
الإيراني.
وتجري حالياً مفاوضات بين الطرفين لبحث "آليات" استئناف التعاون الكامل، لكن جروسي شدد في كلمته أمام الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة (المؤلف من 35 دولة) على أن التزامات
إيران تجاه معاهدة حظر الانتشار النووي لا تتغير، وأنّ عليها السماح بإجراءات التحقق الدولية بما فيها عمليات التفتيش.
وقال جروسي: "لا يزال هناك وقت، ولكن ليس كثيراً. يكفي دائماً أن تتوفر النية الحسنة والشعور بالمسؤولية"، مضيفاً أنّ تقدماً قد تحقق بالفعل، وأنه يحدوه أمل صادق في التوصل خلال الأيام المقبلة إلى خاتمة ناجحة لهذه المناقشات، بما يسمح باستئناف العمل مع إيران بشكل كامل.
وتأتي هذه التطورات في ظل بدء الترويكا الأوروبية – فرنسا، بريطانيا وألمانيا – عملية مدتها 30 يوماً اعتباراً من 28 آب لإعادة فرض العقوبات على طهران، بعدما كانت هذه العقوبات قد رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انهار عقب انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس
دونالد ترامب.
وأكدت الدول الأوروبية الثلاث أنها ستمضي في تفعيل "آلية إعادة فرض العقوبات السريعة" ما لم تسمح إيران باستئناف كامل للتفتيش، وتقدّم توضيحات بشأن مخزونها الضخم من اليورانيوم شبه الصالح لصناعة الأسلحة، وتعود إلى طاولة المفاوضات النووية مع واشنطن.
وختم جروسي تصريحه قائلاً: "أنا واثق أنّ الخطوات العملية التي نتخذها بشأن عمليات التفتيش ستفتح المجال أمام مشاورات أوسع وتقدم دبلوماسي، بما في ذلك المحادثات الإيرانية مع القوى الأوروبية الثلاث، وصولاً إلى نتائج إيجابية تصب في مصلحة الجميع".