نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليَّة تقريراً جديداً نقلت فيه تصريحاً لنجل أحد مؤسسي حركة "حماس"، وتحدّث فيه عن الضربة الإسرائيلية التي طالت قطر، واستهدفت قيادات من الحركة، أمس الثلاثاء.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ مصعب حسن يوسف قال إنّ "الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة على قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، جاءت مُتأخرة للغاية وكان ينبغي تنفيذها قبل عامين تقريباً".
وكانت إسرائيل أعلنت أنها نفذت هجوماً استهدف قيادة "حماس" في قطر، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، عن تنفيذ "ضربة دقيقة"، فيما يمثل ما حصل، أول عملٍ عسكري إسرائيليّ على الأراضي القطرية.
في المُقابل، أعلنت "حماس" في وقتٍ لاحق أنَّ قياداتها العليا والأهداف الرئيسية في هذه العملية، خليل الحية، وخالد مشعل، وزاهر جبارين، نجوا من الهجوم، فيما تم الحديث عن سقوط 6 ضحايا آخرين، بما في ذلك ضابط أمن قطري.
وفي سياق حديثه، يقول مصعب حسن يوسف، المعروف بـ"الأمير الأخضر" إنه "كان ينبغي القيام بتلك العملية قبل عامين تقريباً"، مشيراً إلى أن "قادة حماس ظنوا أنه لا يُمكن الوصول إليهم كما اعتقدوا أنهم في مأمن".
وقال يوسف، الذي كان والده الشيخ حسن يوسف عضواً مؤسساً في حركة "حماس"، إن الإجراء الإسرائيلي يرسل رسالة لا لبس فيها مفادها أنه "لا حصانة لقادة حماس"، مشيراً إلى أن "الضربة يمكن أن تعمل في الواقع على تحسين احتمالات التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن الإسرائيليين بين تل أبيب وحماس".
إلى ذلك، ذكر يوسف إنه لا مصلحة لدى "حماس" بإيذاء الرهائن، زاعماً أنه "لدى إسرائيل الآن فرصة أفضل للتفاوض مباشرة مع عز الدين الحداد، وهو قائد الجناح العسكري لحركة حماس في غزة"، وأضاف: "يعلم حداد أنه إن لم يُبرم اتفاقاً مع إسرائيل، فسيكونُ مصيره الموت أيضاً.. لذا، أعتقدُ أنَّ فرص نجاحه، في رأيي، أفضل".
ووصف يوسف الهجوم الإسرائيلي بأنه "أكبر ضربة حتى الآن لحماس منذ بدء الحرب"، وأضاف: "يُمكن القول إن الحركة في الخارج قد دُمرت تقريباً".
ومع ذلك، حذر يوسف من أن المشكلة الأساسية تمتد إلى ما هو أبعد من "حماس"، وقال إن هناك مشكلة أوسع نطاقاً يجب التعامل معها ــ وهي ما أسماه "الفلسطينيين الرافضين الذين لا يريدون وجود إسرائيل"، وأضاف: "بعد عامين من هذه الحرب، لا أرى أن المشكلة تكمن بين إسرائيل وحماس. أعتقد أن المشكلة تكمن بين الفلسطينيين وإسرائيل.. لدينا جيل كامل يعيش في حالة من الضحية، وهناك صدمة ذاتية تتجسد في شكل مقاومة".
وفي إطار النظرة المستقبلية، رفض يوسف الوعود الدولية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبارها "حبراً على ورق" لا يمكن أن "تتجسد في العالم الحقيقي"، وتابع: "في الواقع، بعد 7 تشرين الأول 2023، تجاوز الفلسطينيون الحدود.. في التاريخ المذكور، أعلنت إسرائيل الحرب على حماس، لكن في 8 تشرين الأول 2023، أعلن الفلسطينيون الحرب على إسرائيل".
في المقابل، يقول تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه "من الصعب، في هذه المرحلة، تقييم أثر محاولة اغتيال كبار قادة حماس في قطر على مفاوضات إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب"، وأضاف: "من المؤكد أن هجوم أمس على قادة حماس في الخارج، هو إجراء مشروع وعادل كان ينبغي اتخاذه منذ زمن طويل".
وذكر التقرير أنّ تحرك إسرائيل الواضح بعد 7 تشرين الأول هو استهداف جميع قادة "حماس" المقيمين على الأراضي القطرية، ونقل الوساطة حصرياً إلى المخابرات المصرية، التي سبق أن أدت إلى صفقة جلعاد شاليط، كاشفاً أنه "كان هناك من أوصى بهذه العملية قبل أشهرٍ في المؤسسة الأمنية، وخاصةً في الشاباك.
وأكمل: "إذا نجحت العملية، فإن عواقبها على حماس لن تكون أقل دراماتيكية. سيشهد التوازن الدقيق بين قيادة الجناح العسكري للحركة في غزة والنخبة السياسية في الخارج تحولاً كبيراً. كذلك، من المرجح أن تنتقل عملية صنع القرار المتعلقة بالمفاوضات واستمرار الحرب بشكل شبه حصري إلى غزة، وبالأخص إلى عز الدين الحداد، الذي تولى قيادة الجناح العسكري بعد اغتيال الأخوين السنوار".
وأضاف: "ستُؤجل مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الآن لفترة معينة، ومن غير الواضح إلى متى. الوسيط الذي يُتوقع أن يعود إلى الواجهة هو مصر، وخاصة المخابرات المصرية - المخابرات التي يرأسها حسن رشاد. لا يُعرف عن ضباط المخابرات المصرية عاطفتهم المفرطة تجاه حماس. في الماضي، أظهر المصريون احترافية وصلابة كبيرتين تجاه حماس وتجاه إسرائيل. السؤال هو ما إذا كانوا سينجحون في التوصل إلى عرض سيكون جذاباً بما يكفي للحداد من ناحية، ولكن أيضاً لنتنياهو وائتلافه، الذين تمكنوا من فعل الكثير لنسف الصفقات السابقة".