كثّفت إسرائيل ما وصفه مسؤولون ومحللون بحملة حرب نفسية في مدينة غزة، سعياً لترهيب الفلسطينيين ودفعهم إلى مغادرة المدينة نحو الجنوب مع استمرار القصف المكثف، بحسب وكالة الأناضول.
فمنذ بدء الهجوم في 11 آب، استهدف الجيش
الإسرائيلي المباني الشاهقة والمنازل والملاجئ، في حين نشر رسائل تفيد بوجود خيام وغذاء ورعاية طبية في جنوب غزة للعائلات النازحة. ومع ذلك، بقي معظم سكان مدينة غزة البالغ عددهم مليون نسمة في أماكنهم، فيما قدّرت
وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نحو 350 ألف شخص فقط فروا حتى الآن.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن استخدام القنابل المضيئة ليلة الاثنين كان يهدف إلى إثارة الذعر بين السكان وإرباك حركة
حماس، بينما أشارت القناة 12 إلى أن مسؤولي الأمن يعتبرون مستوى النزوح الحالي كافياً لبدء هجوم
بري. في المقابل، نقل موقع "والا" الإخباري عن مصادر عسكرية وجود "خيبة أمل" من أن عدد المغادرين أقل بكثير من المتوقع.
وأضاف الموقع أن نحو 20 ألف مواطن غادروا مدينة غزة سيراً على الأقدام في ليلة واحدة، لكن بقي نحو 650 ألفاً، في وقت تتواصل العمليات النفسية بالتزامن مع خطة أوسع نطاقاً أقرتها حكومة
بنيامين نتنياهو في 8 آب لإعادة احتلال
قطاع غزة تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة.
وشهدت المدينة إحدى أعنف لياليها حيث استشهد 35 فلسطينياً بنيران كثيفة، بينما أفاد شهود
عيان باستخدام القوات
الإسرائيلية روبوتات محملة بالمتفجرات لهدم المنازل. وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فقد تضرر أكثر من 3600 مبنى وبرج بشكل كامل أو كبير منذ بدء الهجوم، إلى جانب 13 ألف خيمة كانت تؤوي العائلات النازحة.