كشفت زيارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب الأخيرة إلى المقر الريفي تشيكرز، عن ملامح مرحلة جديدة من التحديات السياسية والاقتصادية التي تعيشها
المملكة المتحدة، بحسب تحليل نشرته منصة UnHerd.
وصف التحليل الزيارة بأنها غير مسبوقة، كونها الثانية من نوعها، وأشار إلى أن الموقف يعكس قلق الحكومة
البريطانية في ظل تحولات جيوسياسية عميقة، إذ تجولت
ترامب بثقة مفرطة في أروقة المقر قائلاً: "إنه مكان مدهش، مكان مدهش حقًا"، فيما بدا رئيس الوزراء كير ستارمر متوتراً، محاولاً إخفاء قلقه أمام الكاميرات.
ويشير التحليل إلى أن
بريطانيا اليوم محصورة بين ركود
أوروبا وتنافس قوتين دوليتين دوليتين شرقًا وغربًا، ما يجعل اعتمادها
على حسن نوايا
واشنطن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.
ظاهرة ترامب لم تعد عابرة
كانت النخب البريطانية في البداية ترى صعود ترامب كـ"ظاهرة شعبوية عابرة"، لكن التحليل يؤكد أن الترامبية أصبحت جزءًا ثابتًا من المشهد السياسي العالمي، ما يضع ستارمر أمام تحديات داخلية وخارجية، خصوصًا مع الشخصيات المؤثرة مثل نايغل فاراج.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة البريطانية تعتمد بشكل متزايد على شركات التكنولوجيا والمال الأميركية، مثل شركة "إنفيديا" التي تتفوق قيمتها السوقية على جميع شركات مؤشر "فوتسي 100" مجتمعة، وهو ما يعكس ضعف البنية الاقتصادية الوطنية.
هشاشة داخلية متزايدة
بالإضافة إلى الضغوط الخارجية، تواجه بريطانيا توترات داخلية كبيرة، فحزب "الإصلاح" يواصل تحديه داخل
البرلمان، بينما تنشط شخصيات مثل تومي روبنسون في الشارع، وتزيد تجمعات يقودها إيلون
ماسك من تأجيج المشهد.
وعلى الرغم من وعود الحكومة بضخ 150 مليار جنيه إسترليني للنمو الاستثماري، إلا أن الاعتماد على الخارج يزداد وضوحًا، وحكومة ستارمر تبدو محدودة القدرة على تنفيذ إصلاحات جوهرية لمعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العميقة.
خلاصة التحليل
تخلص منصة UnHerd إلى أن زيارة ترامب لم تكن مجرد حدث
دبلوماسي، بل كشفت هشاشة بريطانيا السياسية والاقتصادية، حيث لم تعد المملكة لاعبًا فاعلاً على الساحة الدولية، بل متأثرة بتوجهات القوى الخارجية، وأكثر عرضة لتكرار نماذج "ترامب" داخليًا، وسط تفكك التوافق الوسطي القديم وحالة سخط شعبي متزايدة.