Advertisement

خاص

بعد استهدافها الدوحة.. تقرير لـ"The Hill": إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
24-09-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1420830-638943053426716326.jpeg
Doc-P-1420830-638943053426716326.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "في التاسع من أيلول عام 2025، هزّت انفجاراتٌ الدوحة في غارةٍ إسرائيليةٍ غير مسبوقةٍ استهدفت قادة حماس الذين لجأوا إلى قطر. على مدى عقود من الزمن، لاحقت إسرائيل أعداءها في الخارج، من عمان إلى دبي إلى طهران، ولكن قصف عاصمة حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي هو تصعيد متهور من شأنه أن يقوض المصالح الأميركية، ويزعزع استقرار الشرق الأوسط، ويتجاوز الخط الذي لا يمكن لواشنطن أن تتجاهله".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "قطر ليست غزة، ولا لبنان، ولا حتى إيران. إنها موطن قاعدة العديد الجوية، حيث يستعرض 10 آلاف جندي أميركي القوة الأميركية في المنطقة، وهي دولة وقّعت مؤخرًا صفقات تجارية ودفاعية تزيد قيمتها عن 1.2 تريليون دولار مع واشنطن.إن رؤية السيادة القطرية تُمزق على يد شريك أميركي ظاهرياً هو أمر شنيع وغير ضروري وغير مبرر، وينبغي أن يؤدي إلى تصحيح حاد للمسار في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل. وفي الحقيقة، كان حجم القطيعة الدبلوماسية فوريًا، فقد أدانت قطر الضربة، واصفةً إياها بـ"هجوم إسرائيلي جبان" و"انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية"، محذرة من أنها تُعرّض المدنيين القطريين للخطر. ولم يصدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي اعتذار، وصرّح قائلًا: "إسرائيل هي من بادرت، ونفّذت، وهي تتحمّل المسؤولية الكاملة"، مؤكدًا أن العملية كانت "مستقلة" تمامًا".

وتابعت الصحيفة، "بحسب التقارير، لم تعلم واشنطن بالأمر سوى قبل دقائق معدودة من سقوط الصواريخ على الدوحة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للسيادة والسلامة الإقليمية"، وحثَّ الأطراف على السعي إلى وقف إطلاق النار، لا تدميره. لقد كانت الرمزية صارخة: فقد نفذت إسرائيل غارة جوية في عاصمة حليف معين من قبل الولايات المتحدة، وكأنها تريد أن تثبت أنها تستطيع التصرف حيثما تشاء بغض النظر عن المصالح الأميركية أو القانون الدولي. وفي الحقيقة، لهذه الغطرسة عواقب وخيمة. إن وفد حماس المُستهدف في الدوحة لم يكن يُخطط لهجمات سرّاً، وأفادت قناة "الجزيرة" أن المسؤولين كانوا في قطر لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار المدعوم أميركيًا، والذي يهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ قرابة عامين في غزة، واستهدافهم في خضم المفاوضات بعث برسالة واضحة: إسرائيل تُعطي الأولوية للانتقام على الدبلوماسية".

وأضافت الصحيفة، "كانت النتائج متوقعة. انهارت المحادثات الهشة، وجُمِّدت مفاوضات الأسرى، وتبددت آمال إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 64 ألف فلسطيني وخلّف دمارا واسعا في غزة بين عشية وضحاها. وأعربت عائلات الرهائن الإسرائيليين عن قلقها، خوفًا من أن يدفع الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة في سجون حماس ثمنًا باهظًا، وعندما يحذر أقرباء الأسرى من أن حكومتهم تعمل على تخريب عملية إطلاق سراحهم، فإن الحماقة الاستراتيجية لا يمكن أن تكون أكثر وضوحاً".

وبحسب الصحيفة، "لقد جاءت عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة حماس خارج حدودها بنتائج عكسية مرارًا وتكرارًا، إذ تسببت في أزمات دبلوماسية فاقت أي مكاسب تكتيكية. ففي عام 1997، أثارت محاولة الموساد غير المدروسة لاغتيال خالد مشعل في عمّان غضب الملك حسين، الذي هدد بإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وإعدام العملاء الأسرى، واضطر حينها نتنياهو، تحت ضغط أميركي، إلى الإفراج عن مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين. وفي عام 2010، أثار اغتيال محمود المبحوح في دبي غضبًا عالميًا بعد الكشف عن جوازات سفر أوروبية مزورة، مما أدى إلى احتجاجات ومذكرات اعتقال وقطع العلاقات. الدرس واضح: انتهاك السيادة يُقوّض التحالفات ويجلب إدانة دولية طويلة الأمد".

وتابعت الصحيفة، "تُعدّ قطر محوريةً لأمن الولايات المتحدة في الخليج، إذ تستضيف قاعدة العديد الجوية، المقرّ الرئيسيّ للقيادة المركزية الأميركية منذ حرب العراق. وفي أيار، أبرم الرئيس دونالد ترامب صفقاتٍ بأكثر من 1.2 تريليون دولار مع الأمير تميم، بما في ذلك مشتريات بوينغ بقيمة 96 مليار دولار، وعقودٌ كبرى في مجال الطاقة والبنية التحتية، و38 مليار دولار في تطويراتٍ دفاعية. لكن هذا الإنجاز مُعرّضٌ للخطر الآن، ولن يخاطر أي حليف بالتزامات ضخمة في مواجهة احتمال تعرض عاصمته لضربات إسرائيلية، الأمر الذي يجعل استمرار استثمارات قطر غير مؤكد. وكان رد الفعل الإقليمي سريعًا وعنيفًا، فقد أدانت المملكة العربية السعودية الضربة واصفةً إياها بـ"العدوان الإسرائيلي الغاشم" وحذرت من "عواقب وخيمة"، ووصفتها وزارة الخارجية بأنها انتهاك لسيادة "دولة قطر الشقيقة"."

ورأت الصحيفة أن "هذه اللغة مهمة. لسنوات، سعت واشنطن إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، ويدرس ولي العهد محمد بن سلمان هذا الاحتمال بحذر. إن رؤية الصواريخ تُمطر دولة خليجية أخرى ستدفع الرياض إلى التأمل. فإذا لم تحترم إسرائيل قطر، فلماذا تتوقع السعودية معاملة أفضل؟ كما وانتقدت الإمارات العربية المتحدة بشدة هجوم الدوحة ووصفته بأنه "صارخ وجبان"، وأدانت تركيا الهجوم ووصفته بأنه "إرهابٌ كسياسة دولة". أما مصر، التي لطالما كانت وسيطًا، فقد انتقدت إسرائيل بشدة. ومن جانبه، هدّد العاهل الأردني الملك عبد الله قائلاً: "أمن قطر من أمن الأردن"، رافضًا أي اعتداء على السيادة العربية. وحتى غضب إيران ازداد على يد أقرب حلفاء أميركا. تقف الرياض وأبو ظبي وأنقرة والقاهرة وعمان وطهران الآن متحدة في غضبها، وهو عملٌ صادمٌ يُجسّد تضحيةً إسرائيليةً بالنفس على الصعيد الدبلوماسي".

وبحسب الصحيفة، "لا تزال وحشية حماس، من مجازر واختطاف وإرهاب، غير مبررة. ومع ذلك، فإن مكافحة الإرهاب لا تعني سحق الحلفاء، وتمزيق السيادة، وتدمير الدبلوماسية. لا يُمكن لدفاع إسرائيل عن نفسها أن يُبرر قصف الدوحة، عاصمة شريك أميركي يتوسط في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. هذه الهجمات الخارجة عن القانون تتحدى الأعراف، وتُعرّض حياة الأميركيين للخطر، وتستبدل الانتقام العابر بالكارثة الدائمة. على الولايات المتحدة أن تتخذ موقفًا حازمًا. فواشنطن تُقدّم لإسرائيل 3.8 مليار دولار سنويًا، وتحميها دبلوماسيًا، وتمنحها وصولًا سريًا للمعلومات الاستخباراتية. إذاً، يجب على ترامب أن يُحذّر نتنياهو: الهجمات على شركاء الولايات المتحدة أمرٌ لا يُطاق. استمرار التهور سيُكلف إسرائيل دعمها غير المشروط، وصدقية تحالف أميركا آخذة في الانهيار، وإذا كان من الممكن قصف قطر، الحليف الرئيسي من خارج الناتو، دون عقاب، فما الحماية التي تتوقعها السعودية والإمارات والبحرين والأردن؟ إن التخلي عن الحلفاء لعدوان بعضهم البعض أمرٌ لا يُطاق".

وتابعت الصحيفة، "إن ضربة إسرائيل في الدوحة ليست نجاحًا تكتيكيًا ضد حماس، بل هي كارثة استراتيجية لإسرائيل والمنطقة والولايات المتحدة. فقد قوضت محادثات وقف إطلاق النار، وهددت صفقات أميركية قطرية بقيمة 1.2 تريليون دولار، وعرضت موظفين أميركيين للخطر، ووحدت غضبًا واسعًا في الشرق الأوسط. لا يمكن للولايات المتحدة تجاهل هذا الأمر، فعليها كبح جماح حليفها قبل أن يُشعل شعورٌ ماكرٌ بالإفلات من العقاب حربًا أوسع نطاقًا. كانت ضربة الدوحة غير ضرورية، وغير مبررة، وغير مقبولة، ويجب أن تكون رسالة واشنطن إلى القدس واضحة: هذه ليست الطريقة التي تُدار بها الحرب، ولن يتم التسامح معها مرة أخرى".
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban