نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عنه حرب غزة، متطرقة إلى ما أسمته بـ"هزيمة حماس في القطاع".
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "لا يمكن تحقيق الإجماع الدولي لإنهاء حكم حماس في قطاع غزة ونزع سلاحها من دون استخدام القوة العسكرية"، وأضاف: "لذا، فإنَّ السيطرة على مدينة غزة، المعقل الأخير لحماس، أمرٌ ضروري لإزاحتها عن السلطة ولإظهار إسرائيل كمنتصرة في الحرب".
وتابع: "بعد عامين من إضعاف حماس في غزة ، ودفع حزب الله بعيداً عن حدود إسرائيل، وتدمير المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، لا يمكن لإسرائيل الادعاء بأنها انتصرت في الحرب. يعاني الراضون عن النتائج حتى الآن من قصر نظر استراتيجي. هذه الحرب ليست مباراة ملاكمة حيث الفوز بالنقاط ممكن. في غزة، الضربة القاضية حتمية".
وأكمل: "تاريخياً، يغادر الطرف الخاسر ساحة المعركة. إذا هُزمت حماس، فستغادر غزة. صورة النصر تُشبه سفناً تُجلي جيش حماس إلى وجهة أخرى (تركيا، الجزائر، أو قطر). تُحاكي هذه الصورة رحيل 14,000 مسلح من منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان إلى تونس عام 1982".
وأضاف: "حتى الآن، تبدو نتائج الحرب على حماس متباينة، فقد زال تهديدها المباشر لإسرائيل. لم تعد حماس منتشرة على طول الحدود الإسرائيلية، وحُرمت من قدراتها على إنتاج وإطلاق الصواريخ. كذلك، فقد خسرت حماس معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها، وربما ما بين 15,000 و20,000 مقاتل. أيضاً نزح سكان غزة بشكل كبير إلى المناطق الإنسانية، وحدث دمار هائل".
وقال: "لقد أدَّت العمليات في المناطق الحضرية، والنطاق غير المسبوق للحرب تحت الأرض، ووقف إطلاق النار المفروض على إسرائيل لتحرير الرهائن، إلى إطالة أمد الحرب. وبالمثل، أدّى تدخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في إدارة الحرب ومقاطعتها للأسلحة إلى إطالة أمدها".
واعتبر التقرير أنَّ "طول أمد الحرب يسمح لحماس، حاملة لواء المقاومة، بادعاء النصر لأنها صمدت قرابة عامين في صراعها مع إسرائيل، أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط. انتصرت حماس في حرب الدعاية، ناشرةً رسائل مفادها أن إسرائيل تُجوّع شعب غزة وترتكب إبادة جماعية. كذلك، نجحت حماس دبلوماسياً، مسببةً عزلة أكبر لإسرائيل عالمياً، وكان إنجازها الأعظم إشعال حرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل، وهو هدف تاريخي للمفكرين الاستراتيجيين الفلسطينيين".
وأكمل: "في هذه المرحلة، لا يمكن لإسرائيل ادعاء النصر. علاوة على ذلك، ينفد وقت إسرائيل، فالعالم لا يحب الحروب الطويلة، والدعم الأميركي المستمر غير مضمون. لذلك، فإن الحصار الصبور ليس خياراً لتحقيق النصر، كما لا بد من هجوم مباشر وسريع للسيطرة على مدينة غزة لمنع فرض وقف إطلاق النار وتحقيق النصر. مع هذا، فإنَّ الإطاحة بحماس يجب أن يكون لها صدى في السياق الفلسطيني، ولكن أيضاً في الساحتين الشرق أوسطية والعالمية".
وأضاف: "كان هجوم السابع من تشرين الأول 2023 يهدف إلى تدمير الدولة اليهودية، وينبغي أن يكون الرد المناسب هزيمة ساحقة أخرى. يجب على إسرائيل أن تُظهر عزمها على القتال واستعدادها لتحمل الخسائر في صراعها الطويل مع الفلسطينيين".
واستكمل: "في كل حرب، تُحدَّد النتيجة بمعادلتين، الأولى تركز على أيِّ طرفٍ يُمكنه إلحاق المزيد من الألم، ومن الواضح أن لإسرائيل اليد العليا في هذه المسألة. أما المعادلة الثانية، وهي لا تقل أهمية، فهي تتعلق بمن يتحمل المزيد من الألم. حتى الآن، أظهر الفلسطينيون قدرةً فائقةً على تحمّل الألم، بل إنَّ تمجيد الضحية أصبح جزءاً من هويتهم الجماعية. وللأسف، لم تُغيّر هزائمهم المتراكمة من معارضتهم الشديدة لوجود إسرائيل".
وتابع: "علاوة على ذلك، فهم، كغيرهم من أعداء إسرائيل، يعتقدون أن المجتمع الإسرائيلي ضعيف، وسينهار في نهاية المطاف تحت وطأة الصراع العنيف. يبدو أن الخلافات السياسية حول الإصلاح القانوني في إسرائيل والهوس بالرهائن يؤكدان هذه الصورة. يجب على إسرائيل تبديد هذه المعتقدات بهزيمة المحاولة الفلسطينية العنيفة لتدميرها مرة أخرى"؟
ورأى التقرير أن "طرد حماس ضروري أيضاً للانتقال إلى اليوم التالي، أيًا كان معناه"، معتبراً أن "الانتصار على حماس يُعزز الاستقرار الإقليمي والسلام مع إسرائيل"، مشيراً إلى أنَّ "كل الدول التي تربطها معاهدات سلام مع إسرائيل تبغض حماس".