Advertisement

عربي-دولي

صاروخ كروز.. ردع نووي أم تهديد بالتصعيد؟

Lebanon 24
29-09-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1423086-638947705147617205.png
Doc-P-1423086-638947705147617205.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
وسط تصاعد التوترات الدولية والمخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، عاد الجدل في الولايات المتحدة حول مشروع تطوير صاروخ كروز نووي يُطلق من البحر (SLCM-N)، وهو سلاح استراتيجي يراه بعض الخبراء جزءاً أساسياً من الردع النووي الأميركي، فيما يعتبره آخرون خطوة محفوفة بالمخاطر قد تدفع نحو سباق تسلح جديد.
Advertisement

التقرير الذي نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" أشار إلى أن الصاروخ، الذي بدأ التفكير فيه عام 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، صُمم ليُطلق من غواصات أو سفن سطحية، حاملاً رؤوساً نووية قادرة على ضرب أهداف بعيدة بدقة عالية. ورغم محاولة إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلغاء المشروع في مراجعة الوضع النووي لعام 2022 باعتباره غير ضروري، فإن الكونغرس تمسك بتمويله وألزم البنتاغون بالمضي قدماً نحو تحقيق قدرة تشغيلية أولية.

وبحسب الوثائق، فإن المشروع يعمل حالياً ضمن ميزانية تبلغ 252 مليون دولار مع طلب إضافي بقيمة 8 ملايين دولار للهندسة الفنية، ما يعكس جدية واشنطن في تطوير السلاح لمواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا والصين.

الردع النووي البحري الأميركي يعتمد حالياً على صواريخ ترايدنت II D5 LE الباليستية المزودة برؤوس نووية، إلا أن تنامي القدرات النووية الروسية الراسخة والصينية الناشئة يدفع وزارة الدفاع إلى البحث عن خيارات إضافية، خاصة لمواجهة ما يوصف بـ"الاستخدام النووي المحدود" من قبل الخصوم.

الفكرة ليست جديدة تماماً، إذ تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما طورت البحرية الأميركية النسخة النووية من صاروخ توماهوك (TLAM-N) بمدى 1500 ميل، والذي لم يكن خاضعاً لاتفاقيات الحد من الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي. غير أن الرئيس جورج بوش الأب قرر عام 1991 سحب جميع الأسلحة النووية التكتيكية البحرية بعد انتهاء الحرب الباردة، مع الإبقاء على خيار إعادة تسليح الغواصات عند الحاجة.

التقرير الصادر عن قسم أبحاث الكونغرس أوضح أن الجدل يتمحور حول ما إذا كان SLCM-N ضرورياً فعلاً لطمأنة الحلفاء ومنع الخصوم من استخدام النووي بشكل محدود. ففي حين ترى لجنة الكونغرس المعنية بالوضع الاستراتيجي أن الصاروخ يلبي المواصفات المطلوبة لسلاح ردع متقدم – قابل للنشر في الخطوط الأمامية، مرن في خيارات العائد التفجيري، قادر على اختراق الدفاعات الجوية – يحذر المنتقدون من أنه قد يؤدي إلى تسريع سباق التسلح العالمي، وبالتالي يقرب العالم من شفا مواجهة شاملة بدلاً من ردعها.

وهكذا، يبقى SLCM-N نقطة خلاف جوهرية بين البيت الأبيض والكونغرس والباحثين الاستراتيجيين، في وقت تعيد فيه الصراعات بين واشنطن وموسكو وبكين أجواء الحرب الباردة إلى الواجهة.
 
(إرم نيوز)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك