Advertisement

خاص

من عالم الصفقات إلى الدبلوماسية: مبعوث ترامب الذي هزّ الشرق الأوسط

ترجمة "لبنان 24"

|
Lebanon 24
05-10-2025 | 07:37
A-
A+
Doc-P-1425490-638952719299145573.jpg
Doc-P-1425490-638952719299145573.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت صحيفة فايننشال تايمز: عاد الملياردير الأميركي توم باراك إلى الشرق الأوسط هذه المرة ليس كصاحب شركات استثمارية، بل كمبعوث خاص للرئيس دونالد ترامب وسفيره إلى تركيا، ومكلف بملفي سوريا ولبنان. رحلة باراك مع المنطقة بدأت عام 1972، حين زار لبنان شاباً في الخامسة والعشرين من عمره، لا يحمل سوى لهجة عربية قديمة تعلمها من أجداده وفضول لمعرفة جذوره. تلك الزيارة تحوّلت إلى ارتباط وجداني طويل بالمنطقة.
Advertisement

اليوم، بعد أكثر من خمسة عقود، يمثل باراك نموذجاً لنهج ترامب في السياسة الخارجية: الاعتماد على رجال أعمال مقربين يفتقرون إلى الخبرة الدبلوماسية، لكنهم يمتلكون مهارة عقد الصفقات. ومنذ توليه مهمته قبل خمسة أشهر، أثار باراك مزيجاً من النجاحات والجدل، إذ نسج علاقات متينة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومع القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، في مقابل تصريحات أثارت انتقادات واسعة.

لم يتردد باراك في انتقاد إسرائيل، ما قرّبه من أنقرة ودمشق، لكنه أثار استياء دوائر النفوذ في واشنطن. كما أوقع نفسه في مواقف محرجة بعد وصفه السلام في الشرق الأوسط بأنه "وهم"، وتحذيره الصحافيين اللبنانيين من أن يكونوا "عدوانيين"، ما اعتبره البعض استعلاء.

يرى باراك، البالغ 78 عاماً، أن دور الولايات المتحدة في المنطقة انتهى، داعياً دولها إلى "الاعتماد على نفسها". ويقول: "نحن ضامن أمن العالم منذ الحرب العالمية الثانية، لكن ذلك تغيّر. العالم الأفضل هو حيث يقف الجميع على قدميه". هذا الموقف أثار خيبة لدى دبلوماسيين كانوا يأملون أن يستخدم نفوذه لدفع حزب الله إلى نزع سلاحه أو لتحقيق مصالحة بين الأكراد والنظام السوري.

ورغم خلفيته الواسعة في عالم المال من صفقات العقارات الضخمة مثل بيع فندق "بلازا" في نيويورك لترامب عام 1988، إلى علاقاته الممتدة مع العائلة الحاكمة في الإمارات إلا أن باراك لم ينجُ من التحقيقات والاتهامات** بالتأثير غير المشروع. فقد وُجهت إليه تهم بالترويج لمصالح الإمارات والسعودية داخل إدارة ترامب، قبل أن تتم تبرئته عام 2022.

اليوم، يوصف باراك بأنه أحد القلائل الذين ما زالوا يحتفظون بخط مباشر مع ترامب، بل إن الأخير يستشيره باستمرار في قضايا الشرق الأوسط. ويؤكد باراك: "ترامب صديقي منذ 45 عاماً، لكنه الرئيس، وأنا أتبعه".

ورغم أنه سفير في أنقرة، يقضي معظم وقته متنقلاً بين العواصم الإقليمية، محاولاً إبرام تفاهمات حول الطاقة والدفاع. وقد ساهم أخيراً في ترتيب لقاء بين ترامب وإردوغان في البيت الأبيض، جرى خلاله توقيع سلسلة اتفاقات اقتصادية.

أما في الملف السوري، فيتبنى باراك نهجاً عملياً؛ فهو يرى أن "إحياء الاقتصاد هو المفتاح لأي أمل بالاستقرار"، ويدعو إلى رفع العقوبات جزئياً عن دمشق لإتاحة "الوقود للأمل". لكنه يقرّ بأن المنطقة تمنحه "صداعاً بثلاث حبات تايلينول"، نظراً لتعقيد توازناتها.

يؤمن باراك أن الشرق الأوسط ليس كياناً واحداً، بل شبكة من الأعراق والعشائر والمصالح، ويعتقد أن الحلول الدائمة لا تأتي من الخارج بل من الداخل. ومع أنه ينتقد إسرائيل أحياناً، إلا أنه يرى فيها أيضاً ركيزة للاستقرار إن استطاعت تحقيق مصالحة حقيقية مع جيرانها.

وفي نهاية المطاف، يقول باراك إن هدفه المتواضع هو أن يترك الشرق الأوسط "أفضل بقليل مما وجده". وبين رجل الصفقات والدبلوماسي الهاوي، يبقى السؤال: هل يستطيع المبعوث الأميركي أن ينجح حيث فشل المحترفون؟
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة "لبنان 24"