ذكرت صحيفة "The National" الإماراتية الناطقة بالانكليزية أنه "بعد عامين من الحرب وسلسلة من الاغتيالات التي قضت على معظم قادتها، تبدو حماس الآن وكأنها مجموعة تحاول البقاء على قيد الحياة، وتواجه حالة من عدم اليقين. علاوة على ذلك، ووفقًا لمصادر تتعامل مباشرةً مع قادة حماس، يبدو أن الحركة في حالة من الفوضى. إن سلسلة القيادة داخل الجناح العسكري لحماس تكاد تكون معدومة، كما أن التواصل بين قادتها في غزة ومقاتليها في الأنفاق من جهة ومع المفاوضين في المنفى في الخارج من جهة أخرى صعب ونادر".
وبحسب الصحيفة، "فقدت حركة حماس قدرا كبيرا من الدعم بين سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو مليوني نسمة بعد الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني مئات الآلاف من الجوع وتتسبب المجاعة في مقتل العشرات، بحسب ما ذكرته المصادر للصحيفة. وقال أحد المصادر: "حماس في أضعف حالاتها على الإطلاق، وورقة المساومة الوحيدة التي تملكها الآن هي الرهائن. عسكريًا، لم يتبقَّ في الميدان سوى عدد ضئيل من المقاتلين النشطين". وقالت حركة حماس إنها لا تنوي تسليم أسلحتها كما طالبت الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي
دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة، لكن موافقتها ربما تشير إلى نهج مختلف. وقالت الحركة يوم الجمعة إنها ترحب بالخطة المكونة من 20 نقطة لكنها تريد توضيحات بشأن بعض النقاط، مثل انسحاب
إسرائيل، والحكم بعد الحرب، وتفويض القوة الدولية المقترحة لمراقبة الجيب. وقال الدبلوماسي
الإسرائيلي السابق ألون بينكاس: "وجهة النظر البديلة هي أن حماس لا تكترث لمزيد من الدمار والموت في غزة. بالنسبة لهم، تسليم الرهائن هو تنازل عن الأصول الوحيدة التي يملكونها. لا يمانعون جر إسرائيل إلى مستنقع كامل، سمّوه فيتنام، أو جنوب
لبنان، أو أفغانستان". وقال نمرود نوفيك، المستشار الكبير السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز، إنه يعتقد أن نزع سلاح حماس "ليس مستحيلا"."
وتابعت الصحيفة، "بالنسبة لنوفيك، قد تبدو قضية نزع سلاح حماس مجرد قضية دلالية بالنسبة للغرباء، ولكنها تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للحركة. وصرح للصحيفة أن الحركة لا تريد أن تُصوَّر الخطة على أنها "نزع سلاح حماس"، بل على أنها "تتخلى" عن سلاحها. وأضاف: "يشير هذا التمييز إلى أنه ليس مفروضاً من قبل أطراف ثالثة... بل هو شيء تتطوع حماس للقيام به من أجل تحسين أحوال الشعب الفلسطيني وخدمة مصالحها الوطنية". وتزايدت الضغوط على حماس منذ أن رحبت
الدول العربية بخطة
ترامب بحذر، حيث قال العديد منها إنها تعتبرها بمثابة خارطة طريق يمكن اتباعها وليس وجهة. على سبيل المثال، صرّحت مصر، التي تربطها علاقات وثيقة مع حماس، إلى جانب
تركيا وقطر، بضرورة إجراء نقاشات ومفاوضات مكثفة قبل أن تدخل خارطة طريق ترامب حيّز التنفيذ، إلا أن الدول الثلاث تتفق على أن لا مكان لحماس في غزة ما بعد الحرب".
وأضافت الصحيفة، "أعلنت الحركة بالفعل استعدادها للتحول إلى فصيل سياسي، والابتعاد عن الحكم أو إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب، كما أعلنت استعداد قادتها لمغادرة القطاع والعيش في المنفى بشرط ألا يتم اغتيالهم على يد إسرائيل. إن كل هذا بعيد كل البعد عن حماس التي كانت عشية حرب غزة عضوا قويا في المحور المسلح المدعوم من
إيران والذي ضم
حزب الله والفصائل العراقية والسورية والحوثيين في اليمن. لكن من المرجح أن لا يكون زوال حماس كحركة مقاومة مسلحة كاملاً، وفقاً للمصادر. وأخبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس ترامب الشهر الماضي أن حماس لديها نفس عدد المقاتلين الذين كانوا لديها عند بدء الحرب. في الواقع، لم يكشف عن مصدر هذه المعلومات، ولكن وردت تقارير عن تجنيد نشط للحركة خلال الحرب".
وبحسب الصحيفة، "تشير الأدلة المتاحة إلى أن هذه الأرقام قد تكون صحيحة على الورق فقط، حيث إن العديد منهم غير نشطين أو مجندين جدد لا يتمتعون بالخبرة الكافية ليتم إرسالهم إلى القتال. لقد واصل مقاتلو حماس مهاجمة القوات
الإسرائيلية في غزة وأطلقوا الصواريخ على إسرائيل بين الحين والآخر، ولكن كلا الهجومين نادران وغير فعالين في حالة الصواريخ، ورمزيان إلى حد كبير عندما ننظر إليهما في سياق الحرب الأوسع. وذكرت المصادر أن خلايا صغيرة، مؤلفة من ثلاثة إلى أربعة أعضاء شباب، وإن كانوا نشطين، في قوة حماس القتالية الحالية، تتشكل بسرعة في غزة، ويستعد العديد منهم لمهام انتحارية لن تُغير مجرى الحرب، لكنها ستُشكّل مصدر إزعاج للجيش الإسرائيلي. وقال مصدر آخر: "إنّ من لا يزالون يقاتلون هم بلا شكّ أخطر ما شهدته حماس منذ سنوات. كلّ خلية تنتخب قائدها، والتواصل بينها شبه معدوم"."
وتابعت الصحيفة، "تشير المصادر، مع ذلك، إلى أن تراجع قدرات حماس القتالية تفاقم بسبب ضعف الاتصالات لدى الحركة، وهي المشكلة التي تفاقمت بشكل مطرد مع قيام إسرائيل بقتل العديد من قادتها على مدى العامين الماضيين. وقالت المصادر إن هيكلية الجناح العسكري للحركة قد انهارت تقريبًا، ويستغرق الأمر أيامًا حتى يتمكن قادة الحركة داخل غزة من التواصل مع من يعيشون في المنفى في قطر أو تركيا. بدأ قلق الحركة على سلامة قادتها وقلقها من إمكانية تعقب إسرائيل لهواتفهم المحمولة بعد اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس وكبير المفاوضين، في طهران. وفي الشهر الماضي، استهدفت إسرائيل قادة الحركة في الدوحة. ويُعتقد أنهم نجوا من الهجوم، لكن العديد منهم أصيبوا. وقالت المصادر إن أيا من كبار قادة حماس في المنفى أو داخل غزة لا يحمل الآن هواتف محمولة أو أي أجهزة إلكترونية، ويفضلون استخدام ملاحظات مكتوبة بخط اليد يتم تسليمها من قبل مساعدين يقعون على مسافة آمنة ويستخدمون خطوط هاتف آمنة".