يواصل الرئيس الأميركي
دونالد ترامب تصوير نفسه كشخصٍ ذو رؤية مسبقة، مدعياً أنه حذر من
أسامة بن لادن قبل عام من هجمات 11 أيلول 2001 الإرهابية.
ترامب كرّر هذه الرواية، الأحد، أمام حشد من البحارة بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيس البحرية الأميركية، قائلاً إن كتابه الصادر عام 2000 "تضمن تحذيراً واضحاً من
بن لادن"، لكن هذا الادعاء خاطئ.
شبكات الإعلام ووسائل الإعلام الأميركية، بما فيها CNN، سبق أن فضحت هذه الرواية في 2015 وعادت لتفنيدها مجدداً عام 2019. وكتاب ترامب بعنوان "أميركا التي نستحقها" لم يحتوي على أي تحذير مباشر بشأن بن لادن، بل اكتفى بالإشارة له بشكل عابر عند مناقشة السياسة الخارجية الأميركية، موضحاً أن بن لادن كان هدفاً بالفعل لجهود الرئيس
بيل كلينتون بعد هجمات 1998 على السفارتين في تنزانيا وكينيا.
ترامب حاول في حديثه الأخير ربط الكتاب بالهجمات الإرهابية، قائلاً: "قلت عليكم أن تراقبوا أسامة بن لادن"، ثم صحح نفسه بشكل متردد. لكن الواقع يؤكد أن الكتاب لم يقدم أي نصيحة واضحة حول مراقبة بن لادن أو التعامل معه، وأن أي تحذير من وقوع هجمات كان عاماً ولم يُحدد من سيقوم بها.
الكتاب توقع وقوع هجمات إرهابية كبرى على
الولايات المتحدة، لكنه لم يربط ذلك بشخص معين، ولم يكن النصيحة المقدمة لأي جهة رسمية. على الرغم من مرور 25 عاماً على صدور الكتاب، إلا أن تكرار ترامب لهذه الرواية يبقى مبنياً على مزاعم غير دقيقة، بينما الحقيقة العلمية والتاريخية لا تدعم ادعاءاته.
بهذه الطريقة، يستمر ترامب في تسويق نفسه كرجل مبصر، رغم أن الوقائع تُظهر أن كتابه لم يحمل أي تحذير مباشر من بن لادن أو أحداث 11 أيلول.