Advertisement

عربي-دولي

اليمن.. نزوح مستمر ومأساة لا تنتهي

Lebanon 24
13-10-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1428928-638959678059804939.png
Doc-P-1428928-638959678059804939.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت "إرم نبوز":
رغم مرور أكثر من عشر سنوات على انقلاب ميليشيا الحوثي، لا تزال اليمن تعيش مأساة نزوح متواصل، حيث يجد آلاف المدنيين أنفسهم يوميًا أمام خيار قاسٍ: البقاء في مناطق الصراع تحت وطأة العنف وانهيار الخدمات، أو الهروب نحو المجهول بحثًا عن أمان نسبي.
Advertisement

ويشهد الواقع اليمني استمرارًا لموجات نزوح متتالية، ليست مجرد حركة جسدية، بل رحلة يومية نحو النجاة، يحاول خلالها السكان تأمين حياة كريمة لأطفالهم في ظل ظروف مأساوية تهدد المستقبل. ووفق تقرير حديث من صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد نزح أكثر من 200 ألف شخص مؤخرًا، نتيجة النزاعات المسلحة والأزمات المناخية، في محاولة للفرار من واقع قاتم يهدد حياتهم.

ويحمّل مراقبون وحقوقيون يمنيون ميليشيا الحوثي المسؤولية المباشرة عن تفاقم الأزمة الإنسانية، إذ تسببت سياساتها في تدمير البنية المجتمعية والدولة، وجعلت من انقلابها نقطة تحول كارثية تتعمق آثارها عامًا بعد عام.

وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، أكد أيمن عطا المسؤول الإعلامي في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب أن "موجات النزوح مستمرة، وتعكس عمق المأساة والتهديدات الأمنية والمعيشية، التي تدفع آلاف الأسر لترك منازلها قسرًا". وأضاف أن استمرار الانتهاكات الحوثية، خصوصًا في الشمال، دفع السكان إلى البحث عن مناطق أكثر أمانًا في مأرب أو المحافظات المحررة الأخرى، مشيرًا إلى أن الألغام المنتشرة وانهيار الخدمات الأساسية وتدهور سبل العيش تجعل خيار البقاء شبه مستحيل.

وأكد عطا أن مناطق النزوح توفر للنازحين أمانًا نسبيًا مقارنة بما يواجهونه في مناطق الحوثيين، موضحًا أن الجهود الإنسانية رغم أهميتها ما زالت "دون المستوى المطلوب"، وأن هناك فجوة كبيرة بين الاحتياجات على الأرض وما يتم توفيره من تمويل وحماية. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مستدام وحلول دائمة للنزوح، لا يقتصر على المساعدات الطارئة فحسب، بل يشمل توفير الحماية وفرص العيش الكريم.

وبحسب بيانات رسمية سابقة، تجاوز عدد النازحين اليمنيين ثلاثة ملايين شخص، موزعين على أكثر من 650 مخيمًا وحوالي 900 تجمع سكني في 13 محافظة تحت سيطرة الحكومة اليمنية بشكل كلي أو جزئي.

من جهته، ركز الكاتب والباحث الحقوقي همدان العليي على دور التغيرات المناخية في تفاقم النزوح، موضحًا أن الأمطار الموسمية الغزيرة والانهيارات الأرضية والجرفية تهدد القرى الجبلية، وتتسبب بخسائر كبيرة في الممتلكات والمواشي، مما يدفع آلاف الأسر إلى مغادرة مناطقها بحثًا عن أمان نسبي بعيدًا عن الكوارث الطبيعية والصراع المستمر.

وتكشف هذه الأوضاع أن النزوح في اليمن ظاهرة مركبة ومتعددة الأسباب، تجمع بين الصراع المسلح، والانتهاكات الممنهجة، والكوارث البيئية، ما يجعل ملايين المدنيين رهائن أزمة إنسانية مستمرة تهدد حاضرهم ومستقبل أطفالهم.
 
(إرم نيوز)

مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك