استبعدت مصادر "العربية / الحدث" فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، اليوم الخميس، مرجحة أن يبدأ تشغيله منتصف الأسبوع المقبل، بسبب تعقيدات أمنية ولوجستية تتعلق بآلية انتقال المسافرين والبضائع بين الجانبين.
وأوضحت المصادر أن جهوداً سياسية تُبذل حالياً لتذليل العقبات التي تعيق إعادة فتح المعبر المغلق منذ أشهر، مشيرة إلى أن الاتصالات بين القاهرة وتل أبيب والسلطة
الفلسطينية مستمرة لتسريع الترتيبات الميدانية.
من جهتها، أكدت
إسرائيل أنها ستُعلن تاريخ إعادة فتح معبر رفح في مرحلة لاحقة، موضحة أن المساعدات الإنسانية لن تمر عبره في الوقت الراهن. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش
الإسرائيلي إن التحضيرات جارية مع مصر لفتح المعبر أمام حركة الأفراد، لكن موعد التنفيذ لم يُحدَّد بعد.
وفي موازاة ذلك، انطلقت من مصر قافلة جديدة من المساعدات الإغاثية والغذائية باتجاه قطاع غزة عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة، وفق ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية". وشملت القافلة مواد غذائية ودقيقاً ومستلزمات طبية، ويُتوقع أن تدخل مئات الشاحنات إلى القطاع اليوم، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.
ووفق القناة، شهدت عملية إدخال المساعدات الإنسانية انفراجة ملحوظة منذ توقيع اتفاق شرم الشيخ للسلام، إذ تم خلال اليومين الماضيين إرسال نحو 400 شاحنة يومياً محمّلة بالمواد الغذائية والدواء وألبان الأطفال، إضافة إلى شاحنات الغاز والطاقة.
رئيس الهيئة العامة للاستعلامات
المصرية ضياء رشوان أكد أن معبر رفح جاهز تماماً للعمل من الجانب المصري، مشيراً إلى أن إسرائيل هي التي أجّلت فتحه من جهة غزة. وقال في تصريح لـ"العربية" و"الحدث" إن محاولات إسرائيلية تجري لافتعال عراقيل خلال المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، فيما أنهت القاهرة كل استعداداتها لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية واستقبال الحالات الحرجة.
من جانبه، أوضح محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور أنه لا موانع حالياً من تشغيل المعبر، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى ستُخصص لاستقبال المرضى لا لإدخال البضائع، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية وقوة أوروبية ستتوليان تشغيل المعبر من جهة غزة.
وفي السياق نفسه، نقلت القناة 14
الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن هناك توافقاً إسرائيلياً على أن تتولى "قوة محلية من غزة" تشغيل المعبر، وأن القيادة الأمنية الإسرائيلية وافقت على الجهة الفلسطينية التي ستديره، مشددة على أن المعبر لن يُفتح إلا بموافقة إسرائيلية نهائية.
وفي موازاة ذلك، ذكرت وكالة "رويترز" أن بعثة مراقبة تابعة للاتحاد
الأوروبي ستعود للعمل في معبر رفح بالتزامن مع إعادة فتحه، بينما لم يعلّق الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هذه المعلومات بعد.
من جهته، دعا توم فليتشر، مسؤول مكتب
الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إسرائيل إلى فتح كل المعابر فوراً لإدخال المساعدات إلى غزة، قائلاً إن الأمم المتحدة ترغب في "تنفيذ ذلك الآن في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس".
يُذكر أن معبر رفح أُغلق منذ منتصف عام 2024 بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معظم مناطق قطاع غزة، ما تسبب في أزمة إنسانية خانقة وانتشار المجاعة في بعض المناطق. غير أن اتفاق شرم الشيخ الأخير، الذي رعته مصر وقطر والولايات المتحدة بمشاركة تركية، نصّ على إعادة فتح المعبر وإدخال المساعدات بمعدل لا يقل عن 400 شاحنة يومياً، إلى جانب انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع كمرحلة أولى من اتفاق وقف إطلاق النار.